تحليل

إعادة هيكلة مشروع الربيع العربي

26-07-2021


 

RRC | 

فواز الطيب|

الربيع العربي انطلق من تونس وينقلب عليها المنتخب ديمقراطياً الرئيس التونسي قيس سعيد بعد تظاهر مئات المحتجين في العاصمة وعدة مدن أخرى مطالبين الحكومة بالتنحي وبحل البرلمان مع تزايد انتشار فيروس كورونا وزيادة المصاعب الاقتصادية في لحظة تاريخية لتغييرات قد تشمل بلدان لم تستقر بالنظام الديمقراطي ولم يكن وضعها أفضل حالاً ،  ولن يتوقف الأمر عند تونس ، فالعراق كذلك يعاني من النظام الديمقراطي الذي خلف منظومة فساد تتصدر دول العالم ، وحروب أهلية ما زالت قائمة ، وتصريحات سياسيها وسلوكهم ينبيء بمخطط رهيب لأيام سوداء في العراق .

الرئيس التونسي أصدر الأمر ( الشرارة ) بتنظيم التدابير الاستثنائية في البلاد وراشد الغنوشي يصل إلى أمام مقر البرلمان المغلق من قبل الجيش كمعارض متهما سعيد بالانقلاب على الثورة والدستور ، وتدعمه تركيا بتصريح من حزب العدالة والتنمية بقولها ،  يجب حماية مكاسب الثورة التونسية على أساس الشرعية الدستورية وتعليق الرئيس للنظام الدستوري غير مشروع ، واعتراضات حزبية أخرى منها صدر عن حزب التيار الديمقراطي التونسي برفضها  ما ترتب على تأويل الرئيس للفصل 80 من الدستور من قرارات وإجراءات ، وبالمقابل إتهامات لدولة الإمارات بتدبير الإنقلاب !! بمتابعة فرنسية من المدرجات !! .

الربيع العربي أو ثورات الربيع العربي في الإعلام، هي حركات احتجاجية سلمية ضخمة انطلقت في بعض البلدان العربية خلال أواخر عام 2010 ومطلع 2011، متأثرة بالثورة التونسية التي اندلعت جراء إحراق محمد البوعزيزي نفسه ونجحت في الإطاحة بالرئيس السابق زين العابدين بن علي، وكان من أسبابها الأساسية انتشار الفساد والركود الاقتصاديّ وسوء الأحوال المعيشية، إضافة إلى التضييق السياسي والأمني وعدم نزاهة الانتخابات في معظم البلاد العربية.

الربيع العربي أطاح  بالإطاحة بخمسة أنظمة عتيدة هي ، محمد حسني مبارك في مصر ، ومعمر القذافي في ليبيا ، وعلي عبدالله صالح في اليمن اليمن ، وعمر البشير في السودان ، ودمرت سوريا بداعي الشعب يريد اسقاط النظام لإنهاء الظلم والفساد وتحسين الأوضاع المعيشية  . وشملت رياح التغيير وأقلقت عروش كل الأنظمة في لبنان والسعودية وقطر والامارات والأردن والجزائر والبحرين وفلسطين والكويت ، ودول أخرى .

صيف ساخن يعصف بالمنظومات السياسية التي خلفها وأرعب بعضها الربيع العربي وكل الإحتمالات واردة ، فأغلب بلدان المنطقة غير مستقرة سياسياً وهي تعاني من إنكسارات وإنفلات أمني وإغتيالات وسطوة الجماعات المسلحة خارج نطاق الدولة ، وبعضها ينتشر فيها عناصرميليشات ومستشارين عسكريين أجانب ، الى جانب الأوضاع الاقتصادية الصعبة والخارجة عن السيطرة أصلاً ، برفقة الجائحة ك@رونا . ( وشدو روسكم يا كرعان !! )

Share this Post

تحليل