نشاط

ندوة للدكتور آزاد علي حول مستقبل غرب كوردستان

25-11-2019


في 21 تشرين الثاني 2019، عقد مركز رووداو للدراسات ندوة للأكاديمي والباحث من غرب كوردستان، د. آزاد علي، حول الأوضاع الراهنة ومستقبل روجافا. سلط د. علي خلالها الضوء على الظروف الدولية والإقليمية وأثرها على القضية الكوردية في الشرق الأوسط عموماً وروجافا بصورة خاصة. فقد رأى أن الظروف العالمية والإقليمية الحالية تصب في مصلحة الأنظمة الشمولية الظالمة وتمنع قيام دولة كوردية في المنطقة “يجب أن نتساءل: في أي زمن نحن؟ هل هو عصر الديمقراطية؟ يرى أغلب العلماء والكتاب أن مشروع الدمقرطة واللبرلة توقف بعد انهيار الكتلة الاشتراكية. ففي عهد الاشتراكية كان هناك حديث عن حق تقرير المصير للشعوب، لكن ليس هناك زعيم في العالم يتحدث عن هذا الحق في الزمن الحالي. الكل يتحدث عن الاقتصاد والآيديولوجيا واللاجئين. النظام العالمي الحالي هو نظام لحماية حدود الدول، نظام تقديس الدول، نظام احترام الأنظمة الظالمة”.

هذا الرأي الذي طرحه د. علي أثار حواراً ساخناً بين الحضور الذين رفض قسم منهم هذا الرأي ورأوا أنه لا تزال هناك فرصة متاحة للكورد، لكن د. علي رأى أن “سياسة إيران وتركيا هي تمزيق أرض وشعب وإقليم روجافا خطوة فخطوة. فقد بدأت المرحلة الأولى باحتلال عفرين وتغيير ديموغرافياها، وجرى ذلك بموافقة من الأمم المتحدة وأمريكا وروسيا ودمشق”، وفي “المرحلة الثانية، هاجمت تركيا شرق الفرات وباشرت عملية تعريب، وبموافقة من أمريكا وروسيا ستمنح مناطق تل أبيض ورأس العين لتركيا، وقد تبدأ المرحلة الثالثة وتحصل فيها تركيا على المزيد من هذه المناطق”. يرى د. علي أن أمريكا تفتقر إلى أي ستراتيجية في سوريا، ولها فقط وجود عسكري خال من أي ستراتيجية. “المشروع الأمريكي مكرس لحماية النفط فقط ولا ستراتيجية له، لأن الشركات العاملة في الحقول النفطية سورية تابعة لوزارة النفط السورية”، “الوحيد المتواجد على أرض الواقع هو وزارة الدفاع الأمريكية، أما الباقي فمجرد كلام ودعاية”.

من جانب آخر، تحدث آزاد جندياني، المشارك في الندوة، عن أن البرنامج الأمريكي يهدف إلى جعل الدول العربية والإسلامية غير مكتفية ذاتياً بحلول العام 2025، وهذه السنوات الخمس هامة جداً بالنسبة إلى أمريكا وستراتيجيتها التي رسمتها لهذه المنطقة، ونحن ككورد سينالنا نصيب جيد وسيء من هذا. كما أكد على عدم الانتقاص من أهمية أي محاولة لإقامة دولة كوردية، وبخلاف د. آزاد علي، رأى جندياني أن القومية بدأت تتنامى من جديد في أوروبا وهي موجودة في أمريكا أيضاً، وخالف د. علي في نقطة أخرى عندما اقترح الحوار بين الكورد والدول الإقليمية: “حل القضية الكوردية في دمشق وبغداد حل تاكتيكي”.

من جهة أخرى، لفت الوزير السابق في حكومة إقليم كوردستان، مولود باوةمراد، الأنظار إلى أن حكومات المنطقة تنظر إلى الكورد كتهديد أمني وتعتقد أننا ننفذ أجندات خارجية لتقسيم دول المنطقة، وقال إن الأفضل للكورد في المرحلة القادمة التركيز على أمر سماه “القومية الحقوقية”.

وفي محور آخر من الندوة، تحدث د. آزاد علي عن أنه وإلى جانب تأثير العامل الدولي والإقليمي على قضية الكيان الكوردي في المنطقة، فإن الدور الداخلي الكوردي مهم جداً ولا يجوز أن نلقي بالمسؤولية عن كل المشاكل والكوارث على الطرف الخارجي. حيث رأى د. علي أنه في حالة روجافا الحالية “تحمل الأحزاب الكوردية مشاريع جزئية وليست لها مشاريع قومية. فقد غيرت أحزاب روجافا حتى الآن مواقفها ثلاث مرات، ولم تعلن عن حكم ذاتي أو فدرالية، وحتى الإدارة القائمة لا تحمل اسم الكوردي”.

وسلط الضوء على وجوب أن “نوجه النقد لأنفسنا ونلمس ضعفنا خاصة وأننا ضعفاء جداً في مجال الاستشارة الدبلوماسية. كانت المشاعر القومية الكوردية قبل 100 سنة أقوى مما هي عليه الآن. الدولة الكوردية تقوم على الفكر القومي، وليس على آيديولوجيا أخرى”، ويجب على الكورد مراجعة سياساتهم وبرامجهم ويكون عندهم نظام واضح لاتخاذ القرار يفتقرون إليه الآن.

وفي نفس الوقت، أكد د. سربست نبي على أن روجافا يعاني مشكلة داخلية والطرفان، المجلس الوطني الكوردي السوري وحزب الاتحاد الديمقراطي، فشلا في عرض الوضع القومي الكوردي وانخرطا في أجندات مغايرة، ولو كان الكورد متحدين لاختلف الوضع. فهو يعتقد أن روسيا وأمريكا والأطراف الأخرى تريد أن يكون الكورد ضعافاً الآن، ثم يشاركوا في اجتماعات لجنة كتابة الدستور السوري في جنيف وغيرها.

November - 2019
Thursday
21
04:00 PM
-
06:00 PM
Share this Post

نشاط