نشاط

"السياسة الخارجية العراقية في عهد الكاظمي" على طاولة مركز رووداو للدراسات

27-01-2021


مشتاق رمضان|

 
استضاف مركز رووداو للدراسات ندوة حوارية تحت عنوان “السياسة الخارجية العراقية في عهد الكاظمي” حاضر فيها المتحدث باسم وزارة الخارجية العراقية أحمد الصحاف، وحضرها نخبة من الأكاديميين والمحللين السياسيين والإعلاميين.
الصحاف قال في كلمة له بمستهل الندوة، إن “السياسية الخارجية في هذه المرحلة تواجه تعقيدات كبيرة ناشئة من طبيعة التحديات الداخلية، التي تعترض مسار العمل الحكومي وطبيعة النشوء والارتقاء للأداء السياسي في العراق”، مشيراً إلى “وجود رؤية سياسية في تخفيف حدة التوتر والانقسام على مستوى المنطقة، وأخذ دور مبادر في هذا الأمر”.
تحديات تواجه الخارجية العراقية
ولفت الصحاف إلى “ثلاثة تحديات تواجه السياسة الخارجية العراقية، الأول يتمثل بتحدي صراع المحاور، والثاني تحدي حاجة المجتمع العراقي لتعزيز الشراكات الاقتصادية لتوفير متطلبات واقعية للمجتمع العراقي وهذا التحدي في جوهره يكمن كيفية تعزيز الشراكات الاقتصادية، أما التحدي الثالث فيتمثل في تحدي القرار وعملية صنع القرار، وخط سير ومراحل صنع القرار العراقي على مستوى السياسة الخارجية العراقية بأولوياتها وتحدياتها وممكناتها لتحقيق أهداف الدولة والمجتمع معاً”.
الصحاف شدد على أن “القرار يجب أن يكون في بغداد، وهو ليس خياراً أمامنا أن يكون القرار في بغداد، بل مسار حتمي نعمل على تكريسه”، منوهاً إلى “استعادة القرار الى بغداد وتكريسه فيها، وضرورة أن يكون القرار بارادة حكومية عراقية وبالتشاور السياسي من خلال مجلس النواب العراقي، الذي يعكس إرادة التمثيل الشعبي وفقاً للآليات القانونية والدستورية”.
“نحن ازاء مفهوم مختلف للسيادة، ولسنا ازاء سياسة جغرافية تمتد للأمن الفضائي فقط، بل أن السيادة ثقافة وشعور بالانتماء، ولابد ان تكون هنالك هوية جامعة تؤسس لمصالح الدولة والمجتمع معاً”، وفقاً للصحاف، الذي أوضح أن “بغداد تحولت الى نقطة التقاء للعديد من القوى التي توجد بينها صراعات”.
وبشأن الانفتاح الدولي للعراق مع دول الجوار، ذكر المتحدث باسم وزارة الخارجية أن “الشراكة بدأت تتصاعد مع السعودية ومجلس التعاون الخليجي، وتستند الى مصلحة العراق دستورياً وقانونياً وتستند الى تقدم العراق بهذا الجانب”.
الندوة شهدت مداخلات وأسئلة من عدد من الحضور، منهم الاكاديمية بخشان رشيد سعيد، وعماد فرهادي عضو مكتب العلاقات الخارجية في الاتحاد الوطني الكوردستاني، وآشتي محمد عضو مكتب العلاقات الخارجية للحزب الديمقراطي الكوردستاني، وعلاء نشوع المحلل السياسي والأمني، وميزان الكتاب الباحث والمحلل السياسي، وبهيز كامل من قناة رووداو، وآسو الفيشجي من قناة رووداو.
الصحاف رد على موضوع التحديات التي تواجه وزارة الخارجية بالقول، إن “وزارة الخارجية العراقية أسوة بباقي وزارات الدولة لها تحدياتها، وهي جزء من مسارات الانعكاس السياسي في العراق، وعلى أساس هذا الاساس تسعى إلى الحفاظ على معايير المهنية والحيادية”.
“مقتل المهندس وسليماني أحرج العراق”
وبخصوص الضربة الأميركية الجوية التي تسببت بمقتل النائب السابق لرئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس والقائد السابق لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، ذكر الصحاف أنه “حينما تعرض العراق الى الضربة التي طالت سيادته في مطار بغداد، وتسببت بحرج كبير للعراق آنذاك، واستشهد قائد عسكري هو احد قادة النصر وأيضاً ضيوف للعراق، كان لهذا الأمر تبعات كبيرة على مستوى السيادة ورد الفعل الذي حصل لاحقاً من قبل ايران على قاعدة عين الأسد في محافظة الانبار”، موضحاً أن “وزارة الخارجية أصدرت بياناً وقتها أدانت فيه هذه الضربة التي انتهكت سيادة العراق”.
وأضاف أن “بيان الخارجية أكد أن الضربة مدانة ومستهجنة، ووجهنا رسائل متطابقة إلى الامم المتحدة ومجلس الأمن بهذا الخصوص”، مردفاً أنه “عندما طالت الضربة الايرانية قاعدة عين الأسد تعاملنا بنفس السياق، وتم استدعاء السفير الأميركي انذاك وتسليمه مذكرة احتجاج، وبذات الوقت تم التعاطي بذات السياق وتم استدعاء السفير الايراني وتسليمه مذكرة احتجاج شديدة اللهجة”.
“بايدن مهتم بملف العراق”
وحول رؤية الوزارة لطبيعة العلاقات بين العراق وأميركا مستقبلاً، في ظل الادارة الأميركية الجديدة بقيادة جو بايدن، أشار الصحاف إلى أن “الأدارة الأميركية الجديدة ضالعة في الملف العراقي، وعملوا فيه لسنين طويلة، وهم على علاقات وثيقة مع شخصيات عراقية”، مؤكداً على ضرورة “ألا يتم النظر الى العراق كجزء من الأمن القومي لهذا الطرف أو ذاك، وندعو كل الأطراف الى التعامل معنا على أساس دولة”.
الصحاف توقع من إدارة بايدن “أن تعطي اهتماماً بالشأن العراقي ومرونة أعلى، وهنالك فرص يمكن أن تنتظر العراق، ومصادر الفرص قد تكون أعلى”.
أما بخصوص مستقبل الحوار الستراتيجي بين بغداد وواشنطن، لفت الصحاف إلى أن “وزير الخارجية فؤاد حسين قال إن الوزارة ستطلب من الادارة الاميركية الجديدة تسمية فريق تفاوضي جديد، لاستئناف الجولات الجديدة من الحوار الستراتيجي بين البلدين”.
“الأميركان باقون في العراق”
وبشأن مستقبل التواجد الأميركي في العراق، نوّه إلى أن “الادارة الأميركية صرحت بأنها ماضية باتجاه سحب السفارة من العراق”، لافتاً إلى أنه “وخلال 15 يوماً فقط تم اللقاء بجميع سفراء دول الاتحاد الاوروبي المقيمين في العراق، وأكدنا لهم ثلاث قضايا مهمة، هي أن الحكومة العراقية ملتزمة باتفاقية فيينا لتنظيم العلاقات بين الدول، وماضون لتوفير أمن مضاعف للبعثات الدبلوماسية في العراق، ودول الاتحاد الأوروبي أصدقاء للعراق، والعراق لايزال بحاجة إلى دعمهم ومتمسك بشراكته معهم”.
الصحاف أضاف أن “وزير الخارجية فؤاد حسين يعتمد طريقة في الحراك غير تقليدية، وزار السفير الأميركي الوزارة وقال: نحن باقون”، مشدداً على أن “العراق يريد التمسك بشركائه وأصدقائه، وهو ليس مع طرف دون الآخر، وقد تجاوز العراق تحدي مغادرة البعثات الدبلوماسية أراضيه”.
وبخصوص الاستهداف المتكرر للبعثات الاجنبية ولاسيما الأميركية في بغداد، من قبل فصائل مسلحة، قال الصحاف إن “الاعلام الحكومي لايزال يؤشر أن التهديد للبعثات الدبلوماسية يهدد مصالح الدولة، والتعرضات أودت بحياة مواطنين عراقيين، أما تعريف هذه الجهات فهو موكل الى الحكومة وتترتب عليه التزامات”.
وجدد الصحاف التأكيد على أن “العراق ليس ساحة للصراعات، ونحن نؤكد هذا المضمون ولا مجال للاحتراب في العراق، وقلنا لهم تعاملوا مع العراق الملتزم بالحياد الايجابي”.
“العمق العربي مصدر قوة للعراق”
وحول التقارب بين العراق وعدد من الدول العربية، ذكر المتحدث باسم وزارة الخارجية: “كنا ولانزال وسنبقى نرى العمق العربي أحد أهم مصادر قوة العراق ونلتمس دعماً كبيراً يقدم من الامانتين العامتين للجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي، كما أن هنالك التزامات عربية كبيرة تجاه العراق وذات طابع ايجابي تعود على مصالح العراق”.
وبشأن موقف العراق من الأزمات الأمنية والسياسية في سوريا واليمن وليبيا، أوضح الصحاف أن “العراق عبّر عن موقفه يوم بدأت الازمة في سوريا واليمن، ونحن مع حل سوري – سوري وندعم مسارات الحوارات السورية – السورية ونرفض أي تدخل بالشأن الداخلي السوري، وكنا ولانزال نتبنى خطاباً يتمثل بضرورة إعادة سوريا إلى مقعدها في الجامعة العربية”.
“نحن مع حل يمني – يمني، وتمكين أطراف الحوار دون أي تدخل بالشأن الداخلي اليمني، وكذلك الحال مع الوضع في ليبيا”، حسب قول الصحاف.
“القصف التركي لاقليم كوردستان مدان”
أما بشأن القصف التركي المتكرر لمناطق في إقليم كوردستان، قال الصحاف: “لسنا مع أي إجراءات أحادية عسكرية تركية، ولابد من التنسيق مع بغداد بهذا الشأن”، مردفاً أن “هذه الضربات والعمليات تطال أمن شعبنا في إقليم كوردستان، وهو يطال السيادة العراقية، وهو أمر مدان ومرفوض”.
وحول تلميح الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، إلى تدخل عسكري في سنجار، شدد على أن “الجانب التركي يحمل فرضية اننا نلاحق حزب العمال الكوردستاني، وملاحقته يجب أن لا تكون بطريقة انتهاك السيادة العراقية، كما أن هنالك وفوداً متبادلة بين الطرفين العراقي والتركي، وهنالك تأكيد على أهمية التنسيق في الرؤى والمواقف، والتصريح الذي نسب الى الرئيس التركي رجب طيب اردوغان يحتاج إلى مراجعة، لأن عملية التنسيق تستدعي الحفاظ على مواقف الرسالة الاعلامية المشتركة، بما لا يوتر ضمير الشعبين الجارين ولا يسيء الى حسن الجوار بين البلدين”.
وبخصوص التنسيق بين عمل وزارة الخارجية العراقية ودائرة العلاقات الخارجية في اقليم كوردستان، وصف الصحاف التنسيق بين الجانبين بأنه “ممتاز”، مؤكداً أن “ما يشاع من أن هنالك رؤية أحادية هو غير صحيح، بل يوجد تنسيق عال المستوى بين الطرفين”.
January - 2021
Wednesday
27
10:00 AM
-
12:00 PM
Share this Post

نشاط