تحليل

العلاقات الدينية بين الكورد والشيعة عبر التاريخ وإشكالاتها

28-12-2019


 

 

RRC | ياسين طه محمد |

تمهيد
تشكل العلاقة الدينية بين الكورد والشيعة نموذجاً لتأثير الجيرة والتداخل الجغرافي والثقافي بين الشعوب التي سكنت وعاشت في بلاد الرافدين أو الذين قبلوا بالإسلام كإطار عام في حياتهم الدينية، لكن هذه العلاقة لم تكن وردية في كل الأحيان واصطدمت بموروث ديني تمثل في روايات لم تُفسر دوافعها وصحتها حتى الآن بالشكل المطلوب، وتسلط هذه الدراسة الضوء على هذه القضية.
مفهوم الشيعة وتاريخ الظهور:

إن لكلمة الشيعة دلالات ومعاني متقاربة تدور حول الاتباع والنصرة، إلا أن هذا الاسم غلَبَ على من يوالون علي بن أبي طالب وأهل بيته حتى صار اسماً وعنواناً خاصّاً بهم (الفيروزابادي، 1978: 3/61)، ويدور الخلاف على ظهور الشيعة على مسرح التاريخ، إلا أن هذا الاسم شاع استعماله عند احتدام الخلاف بين معاوية بن أبي سفيان وعلي بن أبي طالب في العهد الراشدي (ظهير، 1995، 13) بعدها أصبح لفظ الشيعة اسماً شاملاً لمجموعة كبيرة من المجاميع الإسلامية المختلفة والتي اتفقت على القول بأن علي بن أبي طالب هو الخليفة الشرعي بعد وفاة النبي (دائرة المعارف الإسلامية، 14/57)، ويعتقد غالبية الشيعة أن الإمامة لا تخرج من أولاد علي، وإن خرجت فبظلم يكون من غيره أو بتُقية من عنده، ويجمعهم القول بوجوب التعيين والتخصيص، وثبوت عصمة الأنبياء والأئمة وجوباً عن الكبائر والصغائر (الشهرستاني، 1992، 1/144).
ويختلف المؤرخون حول تاريخ ظهور التشيع، ولأن عقيدة الشيعة ومذهبهم ارتبطا بعدة أحداث تاريخية مختلفة كوفاة النبي، واختلاف الصحابة حول خلافته، وأحداث قتل عثمان، وواقعة التحكيم، ومقتل علي، ومصرع الحسين، اختلف الباحثون حول مدى أهمية كل منها وعدّها نقطة البداية في نشأة التشيع (الليثي:24)، ففي حين يرى بعضهم وفي مقدمتم الشيعة أنفسهم أن أول ظهورهم كان مع ظهور الإسلام نفسه وفي عصر الرسول استناداً إلى روايات وقرائن تاريخية، إلا أن آخرين يرون هذا النوع من التشيع لم يكن إلا حزباً سياسياً يرى رأي علي دون خصومه كمعاوية ومن معه من أهل الشام (ظهير، 1955، 37) فيما رجح آخرون أن أقرب الآراء إلى الحقيقة هو القول بأن التشيع كمذهب فكري وسياسي لم يتكامل رغم وجود نشاطات وحركات تابعة له إلا مع ظهور القول بنظرية النص والتعيين لأنها ميزت الشيعة عن غيرهم من الفرق الإسلامية (عبدالحميد، 1977: 16)، وهذا يعني تأخر ظهور التشيع كمذهب فكري إلى نهاية القرن الأول الهجري الذي أعقب مقتل حسين بن علي وأهل بيته، فيما أصبحت الشيعة أصحاب مذهب كلامي خاص بهم حوالي القرن الرابع الهجري (متز، 1/122).

أصل الكورد ومناطق انتشارهم:

يمثل البحث عن أصل الشعب الكوردي أحد الأمور التي أخذت حيزاً واسعاً من أبحاث المؤرخين والباحثين، حيث ذكروا الكثير من الروايات المتناقضة والاستنتاجات المختلفة، إلا أن أغلب الباحثين اتفقوا بعد دراسات مستفيضة على أن الكورد ينتمون إلى مجموعة الشعوب الهندو – أوروبية، التي انتشرت على خط يمتد من الهند شرقاً إلى سواحل أوروبا غرباً (خصباك، 1989، 9)، واستوطن الشعب الكوردي “كوردستان” الحالية المقسمة على أربع دول (تركيا، إيران، العراق، سوريا) بعد موجات من الهجرة في بداية القرن السابع قبل الميلاد (مينورسكي، 1968، 21) ويرى غالبية الباحثين أن الكورد أثبتوا وجودهم، وتميزوا عن غيرهم، ودخلوا التاريخ كشعب جبلي سكن القسم الغربي من إيران، ثم تحركوا منها بالتدريج جنوباً وشمالاً وغرباً داخل آسيا الصغرى والعراق، وأنهم مزيج من شعوب قديمة اتحدوا فيما بعد وانحصروا في المنطقة الجبلية وانتشروا فيها واستوطنوها (رشيد، 1990، 135)، وهكذا فإن المتعارف عليه هو أن تسمية الكورد تعني بشكل عام وفي كل اللغات، مجموعة بشرية ذات مميزات قومية معينة تتخذ من كوردستان موطناً لها (خورشيد، 1971، 30)، وفي العهد الإسلامي كانت لهم خصوصية من بين الشعوب الإسلامية حيث كانوا “جنساً خاصاً من نوع عام” (العمري، 3/197) وكانوا معروفين باسمهم القومي (كُرد) في النصوص التاريخية المعتبرة وفي روايات البلدانيين والرحالة.

علاقة الكورد بالشيعة

ينتمي غالبية الكورد إلى مذهب السنة في الأصول الدينية وتحديداً المذهب الشافعي الجامع بين مدرستي الحديث والرأي ولا خلاف في هذا، حيث ذكر مؤلف أهم مُصَنّف تاريخي مُفَصّل عن الكورد، شرفخان البدليسي (ت1005هـ/ 1596م) “الأمة الكوردية جميعها تتمذهب بمذهب الأمام الشافعي” (شرفخان، 1953، 122) وأيده في هذا القول الرحالة التركي أوليا جلبي الذي زار الكثير من المدن الكوردية في القرن 11هـ/ 17م (أوليا جلبي، 2008، 30، 51، 47) وتم القبول في كثير من المصادر والمراجع التاريخية بأن الكورد استقروا على الرضا بالإسلام ديناً وَإتِباع مذهب الشافعية مذهباً (ريبوار، 1997، 116)، لكن هذا الاستنتاج لا يخلو من المبالغات حيث يدور نسبة أتباع مذهب الشافعية في كوردستان في حدود 60% من مجموع السكان بحسب بعض الدراسات الحديثة (أزدي، 2010، 10)، ورغم افتقار هذا التخمين إلى الأدلة العلمية إلا أنه أقرب إلى الواقع والصواب من القول بأن جميع الكورد شافعيون، وحتى البدليسي نفسه الذي أكد على أن جميع الكورد شافعيون أقرّ بانتماء بعض منهم إلى الطوائف الدينية الإسلامية وغير الإسلامية (شرفخان، 1953، 122) منها المذهب الشيعي الذي يدور حوله هذا البحث ربما تصل نسبة أتباعه بين الكورد إلى 20% وفق دراسات حديثة (الخليل، 2012، 87).

ظهور “الكورد الشيعة” في التاريخ

وبشأن تاريخ وصول التشيع إلى المناطق الكوردية تفيد الاستنتاجات والإشارات التاريخية إلى أن قبيلة برزيكان الكوردية التي سكنت بالقرب من لورستان في المشرق اعتنقوا المذهب الشيعي خلال العهد العباسي (النقشبندي، 2011، 181) وقد دفن جثمان الأمير الأشهر في هذه الإمارة ونجل مؤسسها ناصر الدين والدولة بدر بن حسنويه البرزيكاني (ت 405هـ/ 1014م) في مشهد الإمام علي بمدينة النجف على عادة عامة أهل الشيعة وأصبح قبره مزاراً في المدينة المقدسة لدى عامة الشيعة (الروزبيانى، 1999، 88)، ورغم الانتقادات الكثيرة التي وجهت إلى التسليم بفرضية تشيع قبيلة برزيكان استناداً إلى دفن أمير لها في النجف دون وجود وصية وبأمر من خصومه، إلا أن المصادر التاريخية تفيد بأن المذهب الشيعي كان له حضور بين بعض القبائل الكوردية التي سكنت في الجزيرة وأطراف الموصل وإقليم الجبال والكورد الذين استقروا بجنوب العراق وكذلك في إحدى المدن الواقعة بمقاطعة شهرزور في منتصف القرن 4هـ/ 10م (القزويني، 83؛ ابن شهر آشو، 1956: 101؛ محسن الأمين 2012: 6/ 11-12؛ الشاكري، 1997: 4-105؛ الزرباطي، 64؛ عبدالرقيب يوسف، 2/ 161).
وتمحورت الفرق الشیعية المنتشرة وسط الكورد بين الزيدية التي اعتبرها مؤرخون مسلمون أقرب المذاهب الشيعية إلى السنة (باشا، 1991، 31) والإمامية التي تشكل الإطار العام والخط الرئيس لمذهب الشيعة، وورد أقدم ذكر لتواجد المذهب الشيعي الزيدي بين الكورد، خلال رحالة القرن 4هـ/ 10م حيث نقل رحالة أن أهل مدينة (بير) الواقعة بمقاطعة شهرزور كانوا على المذهب الزيدي على نهج الصالحية الذي يعد أحد أهم الأفرع الزيدية، وأنهم دخلوا الإسلام على يد الإمام زيد بن علي زين العابدين بن الحسين السبط بالأساس (أبي دلف، 2012، 125)، ورغم تعرض أهل هذه البلدة الكوردية لنكاية جيرانهم السنة من الكورد الساكنين بشهرزور سنة 341هـ/ 952م (أبي دلف، 2012، 125) تزامناً مع الفتن الطائفية الدامية التي عمت بغداد خلال سيطرة البويهيين الشيعة الزيديين على السلطة العباسية (334-447هـ/ 946-1055م) (علال، ص60) إلا أن تمركزهم في محيط سني أمر ملفت ویسلط الضوء على تعرف الكورد على التوجهات الشيعية ونفوذها وعقائدها قبل قدوم الموجة السنية الكبيرة إلى المناطق الكوردية التي تمثلت بالنهضة السنية الشافعية التي قادها السلاجقة في المشرق الإسلامي وأدت إلى تغيير الخارطة المذهبية في أنحاء واسعة من المشرق الإسلامي بينها المناطق الكوردية (السبكي، 4/314).
وفي المناطق الكوردية الواقعة في تركيا نقل الرواة مظاهر كثيرة عن حب علي بن أبي طالب الذي يشكل المحور الأساس من عقيدة الإمامية، حيث نقل ابن الأزرق الفارقي (ت572هـ/ 1176م) أن الشاعر العزيز بن بويه (441هـ/ 1050م) لما قصد الإمارة المروانية أهدى مصحفاً بخط يد علي بن أبي طالب للأمير الكوردي نصر الدولة المرواني، مع بعض الحلي، فجازاه بتقديمه في مجلسه والإحسان إليه وصرف ما يزيد على عشرين ألف دينار عليه خلال إقامته في الإمارة، ولما مات بعث تابوته ليُدفن في الكوفة (الفارقي، 1959، 144)، وأورد الرحالة والبُلدانيون ذكر عدد من المشاهد والمزارات التابعة لأهل البيت في بلاد الكورد كمشهد الإمام علي في بلدة سنجار قرب الموصل، وكذلك مشهده في سفح جبل ميافارقين، ونقلوا أن سكان نصيبين وحواليها يُبجلون عدة مزارات متعلقة بأهل البيت كـ”موضع كف الإمام علي بن أبي طالب، في مسجد باب الروم، ومشهد زين العابدين بن الحسين بن علي، ومشهد الرأس، يُقال: إن رأس الحسين عُلّق به لما عبروا بالسبي إلى الشام، إضافة إلى مسجد النقطة الذي يُقال أنه نقط من دم رأس الحسين سقطت هناك (خوشناو، 2009 276).
ولم تقتصر العلاقة بين الكورد والشيعة على التعاطف والأطر العامة بل تجاوزت إلى انتشار حالات من اعتناق المذهب في إقليمي الجزيرة والجبال يمكن الإشارة إلى تلك الحالات كالتالي:
1 – اعتنق مِنْ قبيلة البشنوية الكوردية في أطراف جزيرة ابن عمر، أميرهم الشاعر وصاحب الديوان حسين البشنوي، خلال القرن 4هـ/ 10م التشيع الإمامي وأنشد قصائد كثيرة في وصف الأئمة وذكر مناقبهم، ويعتبره مؤرخو وعلماء الشيعة أحد أعلامهم وشعرائهم ويستشهدون بأبياته في ذكر مناقب الأئمة من آل أبي طالب. (ابن شهر آشوب، 1956، 101؛ الأمين، 2012، 6/11؛ الشاكري، 1997، 4/105).
2 – اعتنق العالم الشافعي وخطيب ومفتي ميافارقين يحيى الحصكفي الكوردي المتفقه في بغداد، (ت553هـ/ 1158م) المذهب الشيعي وأنشد قصائد في مدح أئمة أهل البيت من أولاد الإمام علي مع التمسك بانتمائه إلى المذهب الشافعي في الفروع والفقه وتعتبره مصادر شيعية أحد أعلام المذهب وشعرائه في القرن 6هـ/ 12م.(ابن الجوزي، 1992، 18/128؛ ابن كثير، 2004، 12/279).
3 – اعتنق الكورد الساكنون في مدينة نهاوند المذهب الشيعي الاثني عشري خلال العصر العباسي (القزويني، 1963، 74)، وكذلك قبيلة جاوان المشهورة المنتشرة في أطراف بابل الحالية والمشاركة في تأسيس وتطوير الحلة خلال القرن 4هـ/ 10م (المسعودى، 2005، 2/97؛ القزويني، 1963، 74)، كما نقل بلدانيون عن بعض الطوائف الكوردية في الجبال التابعة لكرمان الواقعة بإيران اعتقادهم بإمام الزمان (الإمام الثاني عشر لدى الشيعة: المهدي المنتظر) حيث جمعوا في القرن 4هـ/ 10م أموالاً كثيرة وذخائر نفيسة انتظاراً لخروجه (ابن حوقل، 1977، 2/310).

إشكالية تتعلق بصورة الكورد في المصارد الشيعية

مما سبق يظهر أن الدعوة الشيعة وطروحاتها وعقائدها وصلت للمناطق الكوردية تزامناً مع مراحل انتشار وتطور هذا المذهب المبني على نظرية “الإمامة”، ولقيت الدعوة استحساناً من قبل بعض الكورد وانضم بعضهم إليها حالهم حال عامة المسلمين في الأقطار الإسلامية الذين انقسموا على مذاهب وفرق إسلامية متنوعة في ظل احتدام الخلافات العقائدية والتاريخية في نفس الوقت، إلا أن هذا القبول الكوردي بالتشيع وإن كان جزئياً، يتناقض مع صورة سلبية للكورد رسمتها روايات منسوبة للأئمة في بطون مصادر شيعية أساسية ما يستدعي التوقف والتأمل بشأن صحتها أولاً وأسباب تداولها على نحو يتناقض مع رسالة الأئمة لجمع الأمة الإسلامية، ومن أمثلة تلك الروايات نذكر على سبيل المثال:
– ما أسنده ابن أبي زينب النعماني الذي عاش في القرن 4هـ/ 10م إلى الإمام علي، قولاً يتنبأ فيه أن يستأصل المهدي من ولده في آخر الزمان طائفة الكورد مع الخوارج الشراة بالعراق.
– أسندت مصادر شيعية إلى الإمام السادس لدى الإمامية، جعفر الصادق قوله “ولا تنكحوا من الكورد، فإنهم جنس من الجن كُشِف عنهم الغطاء”، وكذلك قوله المنسوب إليه “لا تخالط الكورد فإن الكورد حي من الجن” في جواب أحد سائليه باسم أبي الربيع الشامي حينما سأله عن مخالطة الكورد والتعامل معهم في البيع والشراء.
– اعتبار التزويج من الكورد ومن السودانيين مكروهاً من الناحية الشرعية وجواز سبي نسائهم ونكاحهم بعد السبي (الكلیني، 5/352؛ النعماني: 149-150؛ الأحسائي 1984م، 3، 302؛ الملايري، 1991، ج18، 54، ج21، ص128).
وتتلخص فحوى هذه الروايات في اتهام الكورد بمحالفة الخوارج، وانحدارهم من نسل الجن، وتزعم أنها وردت عن أئمة أهل البيت والإمام علي نفسه الذي يفترض أن يكونوا خيمة جامعة لجميع المسلمين على اختلاف ألسنتهم وقومياتهم، واتهمت مصادر شيعية أخرى الكورد بالإنحياز إلى بني أمية استناداً إلى قول بعض أعيانهم مثل أبي القاسم عيسى بن لَل (ت558هـ/ 1162 م) الذي دعا إلى موالاة معاوية (الصقار، 1980، 1/272؛ عزت، 2009، 168)، إلا أن هذا لا يعبر عن رأي عام كوردي ولا يمكن من الناحية المنطقية التفريق بين الكورد وبين غيرهم من الأمم التي عصفت بها الانقسامات العميقة التي وقعت في الفترات التاريخية السابقة (الزرباطي، 2007، 2007، 54) ولا تنطبق الفرضية المبنية على موالاة الكورد لبني أمية أو إعراضهم عن نصرة أهل البيت مثلما ذكره مؤرخون مثل المسعودي على جميعهم أو حتى الغالبية منهم (المسعودي، 2/97)، حيث قَبِل بعضهم فكرة التشيع وموالاة أئمة أهل البيت وانضموا إلى شيعتهم ومناصريهم كما ذكرنا بالأمثلة سابقاً، لكن هذه الروايات والأخبار المتناقلة في المصادر أصبحت ذريعة بيد متطرفين للطعن في الكورد وبيد أطراف دينية كوردية للترويج للصدام الكوردي الشيعي كلما تتفاقم الخلافات السياسية مثلما شاهدناه بعد استفتاء 25 أيلول 2017 مما يعمق المأساة الناجمة عن استثمار الاختلافات القومية والمذهبية لبث الفرقة والصدام بين مكونات يجمعهم الجوار والتاريخ وأواصر الدين وعلاقات تاريخية.

الخلاصة:

من خلال تحليل وربط المعلومات الواردة في هذه الدراسة يمكن التوصل إلى النتائج التالية:
– الكورد مجموعة بشرية ذات لغة خاصة ومميزات قومية معينة، وقد انتشروا خلال العهود الإسلامية في الأقاليم الواقعة بين بلاد فارس من جهة الشرق، والشام من جهة الغرب، وبلاد الروم من جهة الشمال، والعراق من جهة الجنوب، وعرفوا باسمهم القومي (الكورد) في النصوص التاريخية المعتبرة.
– تأثر الكورد بتطورات الأحداث التاريخية والفكرية التي أدت إلى تقسيم المسلمين إلى فريقين سني وشيعي، حيث انضم بعضهم إلى الفكر الشيعي، وغلب التشيع بين الكورد الساكنين في منطقة لورستان المجاورة لبلاد فارس خلال القرن 6هـ/ 12م، واتخذ التشيع طابعاً شعبياً في المناطق الكوردية المجاورة للمتشيعين العرب بالعراق، وترك تأثيراً على بعض الإعلام في الجزيرة.
ـ انحصرت النزعات الشيعية بين الكورد في الفرق الإمامية والزيدية في الغالب.
ـ يتناقض واقع العلاقة التاريخية الدينية بين الكورد والشيعة مع صورة سلبية للكورد رسمتها روايات منسوبة للأئمة في بطون مصادر شيعية أساسية ما يستدعي التوقف والتأمل بشأن صحتها أولاً وأسباب تداولها على نحو يتناقض مع رسالة الأئمة لجمع الأمة الإسلامية.

المصادر:

– ابن أبي جمهور الأحسائي: عوالي اللآلي العزيزية في الأحاديث الدينية، مطبعة سيد الشهداء، طهران، 1984م.
– ابن أبي زينب النعماني: الغيبة، تحقيق فارس حسون كريم، أنوار الهدى، قم، د.ت.
– ابن الأثير: أبي الحسن علي بن أبي الكرم بن محمد بن عبدالكريم (ت 630هـ/ 1233م): أسد الغابة في معرفة الصحابة، تحقيق علي محمد معوض وعادل أحمد، دار الكتب العلمية، بيروت، 1994م.
– ابن الجوزي: جمال الدين أبو الفرج عبدالرحمن بن علي بن محمد الجوزي (ت 597هـ/ 1201م): المنتظم في تاريخ الأمم والملوك، تحقيق محمد ومصطفى عبدالقادر عطا، دار الكتب العلمية، بيروت، 1992م.
– ابن الدمشقي: محمد بن أحمد بن ناصر الدمشقي الباعوني الشافعي (ت 871هـ/ 1467م): جواهر المطالب في مناقب الإمام علي بن أبي طالب، تحقيق محمد باقر المحمودي، إحياء الثقافة الإسلامية، قم، 1995م.
– ابن العماد: شذرات الذهب في أنباء من ذهب، تحقيق، عبدالقادر الأرناؤوط ومحمود الأرناؤوط، دار ابن كثير، بيروت، 1986م، م، ج5، ص 29.
– ابن المستوفي: تاريخ أربل، تحقيق سامي بن السيد بن خماس الصقار، دار الرشيد، بغداد، 1980م.
– ابن حوقل: محمد بن حوقل البغدادي (ت367هـ/ 977م): صورة الأرض، دار صادر، بيروت، ط2، د.ت.
– ابن شهر آشوب: مناقب آل أبي طالب، المطبعة الحيدرية، النجف.
– ابن كثير: عمادالدين إسماعيل بن عمر (ت 776هـ/1374م): طبقات الشافعية، تحقيق عبدالحفيظ منصور، دار المدار الإسلامي، بيروت، 2004م.
– أبي دلف مسعر مهلهل الخزرجي (ت 383هـ/ 993م): الرسالة الثانية، تحقيق بطرس بولغاكوف انس خالدوف، مؤسسة زين، السليمانية، 2012م.
إسماعيل المعزى الملايري: جامع أحاديث الشيعة في أحكام الشريعة، مطبعة المهر، طهران، 1991م.
– أوليا جلبي (ت 1095هـ/ 1684م): رحلة أوليا جلبي في كوردستان 1065هـ/ 1655م، ترجمة رشيد فندي، مطبعة خاني، دهوك، 2008م.
– البدليسي: الأمير شرفخان (ت 1005هـ/ 1596م): شرفخان البدليسي: الشرفنامة في تاريخ الدول والأمارات الكوردية، ترجمة ملا جميل بندي الروزبياني، مطبعة النجاح، بغداد، 1953م.
– الشهرستاني: أبو الفتح محمد بن عبدالكريم بن أبي أحمد (ت 548هـ/ 1153م): الملل والنحل، تحقيق أحمد فهمي محمد، دار الكتب العلمية، بيروت، ط3، 1992م.
– العمري: شهاب الدين أحمد بن يحيى (ت 749هـ/ 1348م): مسالك الأبصار في ممالك الأمصار، تحقيق كامل سلمان الجبوري، دار الكتب العلمية، بيروت، د.ت.
– الفارقي: أحمد بن يوسف بن علي بن أحمد (ت572هـ/1176م): تاريخ الفارقي، تحقيق بدوي عبداللطيف عوض، الهيئة العامة لشؤون المطابع الأميرية، القاهرة، 1959م.
– الفيروز آبادي: مجدالدين يعقوب (ت 817هـ/ 1414م): القاموس المحيط، دار الفكر، بيروت، 1978م.
– الكليني: محمد بن يعقوب بن إسحاق (ت 329هـ/ 941م): الكافي في الأصول والفروع، دار الكتب الإسلامية، طهران، د.ت.
– محسن الأمين: أعيان الشيعة، تحقيق حسن الأمين، مؤسسة الميلاني لإحياء الفكر الشيعي، إيران، 2012م.
– المسعودي: علي بن الحسين بن علي (346هـ/ 957م): مروج الذهب ومعادن الجوهر، تحقيق كمال حسن مرعي، المكتبة العصرية، بيروت، 2005م.
– الملايري: جامع أحاديث الشيعة، مهر، طهران، د.ت.
– النعماني: أبي عبد الله محمد بن ابن إبراهيم بن جعفر الكاتب (ت 360هـ/ 1931م): الغيبة، تحقيق فارس حسون كريم، أنوار الهدى المطبعة، قم، د.ت.

المراجع:

– إحسان إلهي ظهير: الشيعة والتشيع فرق وتاريخ، إدارة ترجمان السنة، باكستان، ط10، 1995م، ص13.
– أحمد تيمور باشا: نظرة تاريخية في حدوث المذاهب الفقهية الأربعة، الحنفي ـ المالكي – الشافعي – الحنبلي وانتشارها عند جمهور المسلمين، دار القادري، بيروت، 1991م.
– أحمد محمود الخليل: تاريخ الكورد في العهود الإسلامية، دار آراس للطباعة والنشر، أربيل، 2013؛ صورة الكورد في مصادر التراث الإسلامي، دار آراس للطباعة والنشر، أربيل، 2012م.
– آدم متز: الحضارة الإسلامية في القرن الرابع الهجري، ترجمة محمد عبدالهادي أبو ريده، بيروت، ط5، د.ت.
– توما بوا: مع الكورد، ترجمة آواز زنكنة، دار الجاحظ، بغداد، 1975م.
– جمال رشيد أحمد وفوزي رشيد: تاريخ الكورد القديم، مطبعة جامعة صلاح الدين، أربيل،1990م.
– الجمهور الأحسائي: محمد بن علي بن إبراهيم (ت 901هـ/ 1496م): عوالي اللآلي العزيزية في الأحاديث الدينية، مطبعة سيد الشهداء، طهران، 1984م.
– حسام الدين علي غالب النقشبندي: الكورد في لرستان الصغرى (الشمالية) وشهرزور خلال العصر الوسيط، دراسة سياسية وحضارية، مؤسسة زين، السليمانية، 2011م.
– حسين الزرباطي: الكورد الشيعة في العراق، المطبعة العصرية، بغداد، ط2، 2007م.
– حسين الشاكري: علي في الكتاب والسنة والأدب، ستارة الكمية للنشر، مدينة قم، 1997م.
– حكيم أحمد خوشناو: الكورد وبلادهم عند البلدانيين والرحالة المسلمين (232-846هـ/ 626-1229م)، دار الزمان، دمشق، 2009.
– حميد ريبوار: الكورد في دائرة المعارف الإسلامية، رابطة كاوا للثقافة الكوردية، بيروت، 1997م.
– حيدر لشكري: لة شةريعةتةوة بؤ حةقيقةت، سةرهةلَدانى سؤفيطةريى لةثانتايى كورديدا، مؤسسة موكرياني، أربيل، 2010م، ص 52.
– خالد كبير علال: صفحات من تاريخ أخل السنة والجماعة في بغداد، 200-500هـ/ 815-1106م، مطبعة هومة، الجزائر، د.ت.
– دائرة المعارف الإسلامية، ترجمة أحمد الشنتناوي، أبراهيم زكي خورشيد، عباالحميد يونس، دار المعارف، بيروت، د.ت.
– رمضان شريف الداودي: لورستان الكبرى 550-827هـ/ 1155-1424م – دراسة في أحوالها السياسية والحضارية، مؤسسة موكريانى، أربيل، 2010م، ص141.
– زرار صديق توفيق: القبائل والزعامات القبلية الكوردية في العصر الوسيط، مؤسسة موكريانى للبحوث والنشر، أربيل، 2007م.
– السبكي: تاج الدين أبي نصر عبدالوهاب بن علي بن عبدالكافي (ت 771هـ/1370م): طبقات الشافعية الكبرى، تحقيق محمود محمد الطناحي وعبدالفتاح محمد الحلو، دار إحياء الكتب العربية، القاهرة، د.ت.
– سميرة مختار الليثي: جهاد الشيعة في العصر العباسي الأول، دار الجيل، بيروت، د.ت.
– عبدالرقيب يوسف: الدولة الدوستكية في كوردستان الوسطى، دار آراس، أربيل، 2002م.
– عرفان عبدالحميد: دراسات في الفرق والعقائد الإسلامية، دار التربية، بغداد، 1977م.
– فائزة محمد عزت: الحياة الاجتماعية للكورد بين القرنين (4-5هـ)، الأكاديمية الكوردية، أربيل، 2009م
– فرست مرعي: الفتح الإسلامي لكوردستان، دار الزمان، دمشق، 2011م.
– فلاديمير مينورسكي: الكورد ملاحظات وانطباعات، ترجمة معروف خزندار، د.ن، بغداد، 1968م.
– فؤاد حمه خورشيد: أصل الكورد واللغة الكوردية، دار سردم، السليمانية، 2011م؛ الكورد دراسة علمية موجزة، د.ن، بغداد، 1971.
– الفيروزآبادي: القاموس المحيط، دار الفكر، بيروت، 1978م.
– محمد جميل بندي الروزبياني: مدن كوردية قديمة، وزارة الثقافة، السليمانية، 1999م.
– مستوفي قزويني: حمدالله بن أبي بكر أحمد (ت 750هـ/1349م): نزهة القلوب، دنياى كتاب، تهران، 1963م. (باللغة الفارسية).
– المقدم الشيخ عبدالوحيد: الكورد وبلادهم من أقدم العصور إلى العصر الحاضر، ترجمة عبدالسميع سراج الدين، دار آراس، أربيل،2011م.
– ميهرداد ئيزةدي: ئاين و تايفة ئاينييةكان لة كوردستاندا، ترجمة كامران فهمي، مةكتةبى بيروهوشيارى ى.ن.ك، السليمانية، 2002م. (الدين والطوائف الدينية في كوردستان).

مواضيع ذات صلة

Share this Post

تحليل