RRC |البروفيسور الدكتور عبدالله کران|
شكل 21 آذار 2013 بارقة أمل قوية لحل المسألة الكوردية. حيث تليت في ساحة الاحتفال بنوروز في دياربكر رسالة من زعيم حزب العمال الكوردستاني، عبدالله أوجلان. أعلن أوجلان في رسالته التاريخية تلك أن مرحلة جديدة ستبدأ في تركيا وفي الشرق الأوسط، وأن الزمن الآن أصبح زمن السلم والإخاء والحل، وأن الكفاح المسلح مع بدء تلك المرحلة الجديدة سيخلي السبيل لممارسة السياسة الديمقراطية، وستنقطع أصوات إطلاق نيران البندقيات ليبرز مكانها الفكر والسياسة. كما أشار أوجلان إلى أن هذه ليست النهاية، بل بداية جديدة، وأن النضال منذ الآن سيمضي بأسلوب جديد، وسيكون الفكر والآيديولوجيا والسياسة أسس النضال الجديد، ولغرض فسح الطريق أمام النضال الديمقراطي، دعا أوجلان القوات المسلحة لحزب العمال الكوردستاني إلى الخروج من البلد لتبدأ المرحلة الجديدة.
أذيعت رسالة أوجلان في ذلك اليوم بصورة مباشرة من الإذاعة والتلفزيون الرئيسي التركي، كما كان للرسالة في ذلك اليوم أصداؤها في الإعلام العالمي، وتناقلته وكالات الأنباء كحدث هام في جميع أنحاء العالم[1].
قبل هذا، وخاصة عندما كان عبدالله أوجلان حراً طليقاً، كانت له رسائل في بعض المناسبات وتبريكات بمناسبة نوروز، لكن تلك الرسائل كانت تنشر سراً في تركيا، وكانت القوات الأمنية التابعة للدولة تمنع قراءتها في أي مكان. بينما يعلم الجميع أن الدولة التركية كانت على علم بقراءة رسالة نوروز 2013، وأذنت بذلك، حيث قرئت في دياربكر أمام مئات الآلاف في ميدان نوروز، وكان مكان وتوقيت قراءة الرسالة مهمَّين.
كان الحاضرون في مراسم الاحتفال بنوروز، والقوات الأمنية المكلفة بحماية ميدان نوروز، يصغون معاً للرسالة. كان ذلك اليوم التاريخي الذي كنت شاهداً عليه بنفسي، في دياربكر، أول احتفال بنوروز يمضي بسلام بدون فوضى وفي أجواء سلمية. في ذلك اليوم احتفلت القوات الأمنية الحاضرة في الميدان بالعيد مع الجماهير. رسمت الفرحة خطوطها على وجوه الجميع. انتعشت الآمال بتحقيق السلام عند الجميع، وبنهاية حرب دموية دامت ثلاثين سنة وخلفت آلاف القتلى ومئات آلاف النازحين والمهجرين عن ديارهم، ليبدأ عهد جديد. كان الأمل كبيراً والتوقعات عالية رغم بقاء المخاوف والشكوك.
كانت النقطة الرئيسة في رسالة أوجلان هي انسحاب القوات المسلحة التابعة لحزب العمال الكوردستاني (بي كا كا) من البلد وفق خطة وجدول مرسوم، وأن تعد الدولة في نفس الوقت برنامجاً للحل.
رابط البحث الكامل: