نشاط

ملتقى اربيل - النجف الثاني

25-12-2024


يوم 21 ديسمبر 2024، عُقد ملتقى النجف- اربيل الثاني في مدينة النجف الأشرف، الذي نظمه مركز رووداو للدراسات بالتعاون مع كل من(ملتقلى النبأ للحوار، مؤسسة نارام سين للحوار ومركز رواق بغداد للسياسات الخارجية).وحضر اللقاء، الذي جاء تحت عنوان "سلسلة حوارات مكونات العراق وإقليم كوردستان؛ ملتقى النجف- اربيل الثاني"، عدد كبير من الضيوف من المكونين الكوردي والشيعي.

عقد ملتقى النجف-أربيل للمرة الثانية، حيث عُقد الملتقى الأول في مدينة أربيل عام 2019 لبحث آفاق العلاقات بين الأكراد والشيعة بمشاركة عدد من الشخصيات من كلا المكونين، وناقش المشاركون خلاله العلاقات بين الأكراد والشيعة وسبل تطويرها وتعزيزها.

خلال الملتقى ، تمت مناقشة ستة محاور مهمة ومختلفة بمشاركة شخصيات من الجانبين الكوردي والشيعي، وكانت المحاور كالتالي:أولاً: العلاقات الكوردية الشيعية؛ دروس في التحالفات والمنافسة. ثانياً: توقعات إقليم كردستان والمرجعية الشيعية العليا من بعضهما البعض؛ السياسة وما وراء السياسة. ثالثاً: تأثير الخلافات الداخلية الكوردية والشيعية على العلاقات بين أربيل وبغداد. رابعاً: التوافق والاختلاف بين الأطراف السياسية الكوردية والشيعية حول الدستور ومستقبل العراق. خامساً: المشاكل الاقتصادية والسياسية للجانبين الكوردي والشيعي؛ الخلافات حول الموازنة والسياسة الخارجية. سادساً: آفاق العلاقات بين الطرفين في ظل المتغيرات الجيوسياسية في الشرق الأوسط.

قال الدكتور محمد إحسان، الأستاذ الجامعي ومدير الجلسة: "إن هذه اللقاءات تتيح الفرصة لمختلف مكونات العراق لإجراء حوار مكثف حول المشكلات وإيجاد حلول عقلانية لها من خلال الاستفادة وأخذ الدروس من التاريخ القديم والحديث، والابتعاد عن اللجوء إلى العنف والتأكيد على المصالح المشتركة".

بدأ اللقاء الثاني بين النجف وأربيل بكلمة لمحافظ النجف الأشرف  يوسف كناوي، حيث أشار إلى أهمية الحوار والتواصل واللقاء الذي سيكون له تأثير على حاضر ومستقبل المكونين في العراق.

قال يوسف كناوي، متحدثاً عن العلاقات بين الأكراد والشيعة، إن من المهم أن يسعى الطرفان إلى حل خلافاتهما بطريقة سلمية، مشيراً إلى أن العلاقة بين الأكراد والشيعة مليئة بالدروس والمواقف.وأضاف أنه من الناحية التاريخية، يكشف تاريخ العلاقات المشتركة بين المكونين الكوردي والشيعي أن كلا الطرفين سعيا بعد سقوط نظام البعث الدكتاتوري إلى تقليص الخلافات والتغلب على التحديات التي تواجههما.وأوضح محافظ النجف الأشرف أن هذا التحالف والعمل المشترك شابته في بعض الأحيان منافسة بين الطرفين، مؤكداً على ضرورة عدم السماح للتنافس السياسي بتجاوز حدود هذا التحالف والتأثير عليه.

قال محافظ النجف، في حديثه عن دور المرجعية الشيعية وتطلعات الأكراد منها، إنه لا يمكن تجاهل الدور المهم للمرجعية الشيعية المقدسة في النجف في تعزيز وتقوية هذا التحالف والعلاقة بين المكونين الكردي والشيعي، مشيراً إلى أن هذه المرجعية تمثل مرجعية روحية وسياسية مهمة للعراق والعالم .كما أشار يوسف الكناوي إلى أن هذه العلاقة تعود إلى فتوى مهمة أصدرها السيد محسن الحكيم عام 1965 بتحريم قتل الإخوة الأكراد، مما أدى إلى تعزيز العلاقات بين أبناء الطرفين.

في جزء آخر من خطابه، أشار يوسف كناوي إلى التوقعات التي يحملها الأكراد من المرجعية الشيعية في النجف لدعم حقوقهم وحماية مكتسباتهم في إطار عراق موحد. وفي المقابل، تطلب المرجعية من الأكراد العمل على الحفاظ على وحدة أراضي العراق. ومن خلال ذلك، يمكن أن يستمر هذا التحالف القوي وتجاوز الخلافات والانقسامات.

وفيما يتعلق بآفاق العلاقات بين الطرفين في ظل المتغيرات الجيوسياسية في المنطقة، قال المحافظ: "علينا أن ندرك أن العراق يقع في قلب التحولات الإقليمية والدولية على المستوى الخارجي، وهذا يجعل تحديد السياسات الوطنية والإقليمية أكثر تعقيداً في إطار التغيرات الجيوسياسية القائمة في الشرق الأوسط؛ وعلى الرغم من كل هذه التحديات، لا تزال هناك فرص مهمة للتعاون في المجالين الاقتصادي والسياسي بين المكونين الكردي والشيعي، بحيث يكون للطرفين موقف مشترك يؤدي إلى استمرار هذه العلاقة والحفاظ على استقرار العراق."

وفي ختام كلمته، قال محافظ النجف "علينا أن نتذكر أن التحديات التي نواجهها تتطلب العمل المشترك ورؤية مشتركة هدفها الحفاظ على عراق مستقر قادر على ضمان حقوق شعبه وأجياله"، معرباً عن أمله في أن يكون هذا اللقاء منصة للحوار والنقاش النخبوي بين الأطراف الشيعية والكوردية.

آكو محمد، المدير العام لشبكة رووداو الإعلامية، أشار في كلمته الافتتاحية للقاء النجف - أربيل الثاني إلى أنه "من دواعي السرور أن يتمكن مركز رووداو للدراسات اليوم (21-12-2024) من تنظيم هذا الحوار للمرة الثانية منذ عام 2019. أشكر جميع منظمي ومشاركي هذا الملتقى".

واضاف المدير العام لشبكة رووداو الإعلامية "نحن سعداء لأننا اليوم في عاصمة الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه. هذا المكان هو منبر للمظلومين، وهذا الاجتماع ليس مؤتمراً رسمياً، بل هو مؤتمر واجتماع لنخبة حرة يمكنهم جميعاً التحدث بحرية باسمهم الشخصي وليس باسم مؤسساتهم وأحزابهم عن العلاقات الكوردية الشيعية، لذلك في رأيي هذا اجتماع مهم جداً".

قال آكو محمد: "هنا أقف تحديداً على نقطة واضحة جداً، وهي كركوك. منذ عام 1961، تشكل كركوك جوهر القضية الكوردية في العراق. إذا لم يتم حل قضية كركوك، فإن القضية الكوردية في العراق لم تُحل". كما أشار آكو محمد إلى أن "تعريب كركوك يعود إلى عهد النظام الملكي في العراق، لكن نظام البعث وصدام حسين جعلا التعريب أكثر منهجية وأوسع نطاقاً، حيث تم جلب أعداد كبيرة جداً من العرب في أوقات مختلفة إلى كركوك مع منحهم أموالاً كثيرة وأراضٍ، وكان جزء من هؤلاء العرب من الشيعة. واليوم، وبسبب هذا التعريب، لا يزال آلاف المزارعين والقرويين والمدنيين الأكراد مغتصبة أراضيهم، وهذا اضطهاد لا يقبله أي شخص متعاطف مع المضطهدين".

في سياق حديثه، قال المدير العام لشبكة رووداو الإعلامية "لقد تلاعب صدام حسين بقضية كركوك في اتفاقية 11 آذار من عام 1970 حتى 1974، ولم ينفذ ما جاء في الاتفاقية بشأن كركوك وأشعل الحرب من جديد، ثم أصبح سبباً للدمار في ذلك الوقت والحرب مع إيران لمدة 8 سنوات. في عام 2003، تم إدراج حل قضية كركوك في المادة 58 من الدستور المؤقت العراقي ولم يتم تنفيذها، وفي الدستور الدائم تم إدراجها في المادة 140 وكان يجب تنفيذها حتى 2007 ولكن لم يتم تنفيذها حتى الآن ولا تزال يتم التلاعب بها. الشيعة منذ عام 2003 وحتى الآن هم أصحاب السلطة وصناع القرار الأول في العراق، وهذا ليس جيداً للعلاقات بين الكرد والشيعة وليس جيداً لمستقبل السلام والاستقرار في العراق. يجب على المظلومين والمضطهدين أن يدعموا بعضهم البعض في كل الأوقات".

فيما يتعلق بالعلاقات الكوردية الشيعية، تحدث آكو محمد قائلاً: "كانت علاقة زعيم الثورة الكوردستانية الملا مصطفى البارزاني مع المرجعية الشيعية قوية جداً، ومن الضروري جداً أن تبقى هذه العلاقة قوية على أساس حماية حقوق الشعب الكوردي المضطهد. لقد دخل اسم المرجعين العظيمين السيد محسن الحكيم والسيد محمد باقر الصدر بكل احترام إلى تاريخ كوردستان بموقفهما من تحريم الهجوم على كوردستان وحرب الأكراد. كانت مواقف المرجع الكبير السيد علي السيستاني مهمة جداً في الحفاظ على السلام ومواجهة داعش، لكن عين الشعب الكوردي تتطلع إلى رفع هذا الظلم عن الكورد في كركوك وإسعاد قلوب المضطهدين من الكورد في كركوك من خلال إعادة حقوق أولئك المزارعين وحقوق الشعب الكوردي في تلك المحافظة."

بدأت الجلسة الأولى من اللقاء بكلمة علي الطالقاني، رئيس ملتقى النبأ للحوار، حيث تحدث عن العلاقات الكوردية الشيعية قائلاً: "إن هذه العلاقة تاريخية ولها جذور عميقة، لذلك يمكن الاستفادة منها حتى نتمكن بإرادة حقيقية من العيش معاً وخلق بيئة مشتركة بدلاً من أن يفرقنا الجغرافيا". كما تحدث علي الطالقاني عن محاور الجلسة الأولى قائلاً: "إن العلاقة الكوردية الشيعية موضوع مهم ورئيسي لفتح باب الحوارات مما يؤدي إلى فتح باب العمل المشترك بين النخب الدينية والسياسية أيضاً".

وأشار الدكتور محمد شعبان، الشخصية الثقافية العربية البارزة وصديق الكورد، إلى أنه "حتى الآن لا يزال غير واضح ما هي مطالب المكونات المختلفة في العراق من بعضها البعض وماذا يريدون من بعضهم البعض، ولذلك فإن هذا اللقاء يمثل فرصة مهمة لمناقشة هذا الموضوع والإشارة بشكل صريح إلى توقعات ومطالب بعضهم البعض، خاصة المكونين الكوردي والشيعي، من أجل إيجاد حل مناسب للمشاكل وتخفيض سقف الخلافات والتأكيد على النقاط المشتركة".

أشار  د. محمد شعبان، فيما يتعلق بحقوق المكونات في العراق إلى أن "حق تقرير المصير للكورد حق ثابت ومبدئي وليس هبة تُمنح لهم، بل هو حق مشروع؛ وهذا هو مفتاح الوصول إلى إنهاء الفوارق البنيوية بين الكورد والشيعة."

في سياق حديثه، أشار د. محمد إلى العلاقات بين الكرد والشيعة، موضحاً أن تاريخ نشوء هذه العلاقة يعود إلى ستينيات القرن الماضي عندما كان السيد محسن الحكيم يقود هذه العلاقة. ومن جانب آخر، تحدث د. محمد شعبان بأهمية عن النقاط والقيم المشتركة التي تجمعنا، وهي الحرية والمساواة والعدالة والعدالة الاجتماعية؛ هذه القيم المشتركة تجعلنا جميعاً نشارك بشكل متساوٍ في صنع القرارات وصياغتها.

في ختام حديثه، أشار د. محمد شعبان إلى التغيرات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط، موضحاً أن ما حدث ويحدث في سوريا سيؤثر على دول المنطقة الأخرى مثل العراق ولبنان والأردن وإقليم كردستان، وبشكل خاص في إطار القضية الكوردية.

قال د. بشير حداد، نائب رئيس البرلمان العراقي السابق، فيما يتعلق بالعلاقات الكوردية الشيعية: "إن هذه العلاقات لها أسس تاريخية، ونحن كأكراد نطالب بتعزيز هذه الأسس التاريخية لفتح آفاق أوسع أمامنا. كما نطلب من إخواننا التعامل مع الأكراد من منظور إنساني، لأننا جميعاً متساوون في العراق وليس لدينا شعب ومكونات من الدرجة الأولى والثانية، كما يؤكد القرآن على هذه المساواة."

في سياق حديثه، قال د. بشير حداد حول التغيرات الجيوسياسية الإقليمية الأخيرة: "ستكون لهذه التغيرات تأثير على العراق وكردستان، لذلك من خلال التقارب وتقليل الخلافات والحوار، يمكننا حماية أمن بلادنا وتجنب المشاكل والتحديات".

من جانبه، تحدث د. عبد الله ويسي، رئيس اتحاد علماء الدين في كردستان، عن العلاقة القوية التي جمعت بين شخصيتي الملا مصطفى البارزاني والمرجعية الشيعية، السيد محسن الحكيم في الستينيات، حيث عززا هذه العلاقة. وأضاف أنه "يجب النظر إلى هذه العلاقة بأهمية والحفاظ على قوتها".

أما من ناحية أخرى، يقول د. عبدالله ويسي عن موقف الشيعة تجاه الأكراد ومطالبهم: "على الرغم من أن الشيعة دعموا الأكراد بعد عام 2003 في كتابة الدستور لترسيخ حقوق الأكراد فيه، إلا أن المرجعية الشيعية كانت متقاعسة من حيث موقفها".

وأضاف: "وبالمثل، في عام 2017 عندما هاجمت القوات الحكومية والحشد الشعبي كركوك وقتلوا الأكراد حيث وصل عدد القتلى إلى نحو 300 شخص، لم نر أي موقف من المرجعية ضد هذا العمل ولم تحرمه، رغم أن جريمتهم الوحيدة كانت أنهم أكراد. لذلك، لدي عتب على المرجعية الدينية الشيعية في هذا الشأن".

كما دعا الدكتور عبد الله ويسي المرجعية الشيعية إلى "لعب دور حاسم في حل وتنفيذ المادة 140، حيث استمرت الحكومات العراقية المتعاقبة بأشكال مختلفة حتى الآن في عملية تعريب ونقل العرب إلى المناطق الكوردية وانتهاك حقوقهم".

وأشار عبد الله ويسي إلى أنه "في التراث والتاريخ الإسلامي، لا تجوز الصلاة على أرض مغتصبة، فلماذا تقف المرجعية الشيعية موقف المتفرج ولا تعمل على إعادة الحقوق لأصحابها".

وفي معرض حديثه، تطرق رئيس اتحاد علماء الدين في كوردستان إلى المشاكل الاقتصادية والسياسية بين الأكراد والشيعة، والخلافات حول الميزانية والسياسة الخارجية، حيث قال: "منذ عام 2014، تسببت الحكومات العراقية المتعاقبة في خلق مشاكل اقتصادية لإقليم كوردستان، لدرجة أن موظفي الإقليم لم يتلقوا رواتبهم لمدة 36 شهراً. فهل كانت المرجعية الشيعية ستبقى صامتة لو حدث هذا لموظفي البصرة؟! لذلك نحن كأكراد نتطلع إلى موقف من المرجعية في هذا الشأن، بحكم مكانتها المقدسة والرفيعة، ونأمل أن يكون لها موقف جاد تجاه الظلم الواقع على الأكراد.

من جهة الشيعة، تحدث د. علي طاهر الحمود، مدير مركز البيان للدراسات والتخطيط، قائلاً "لا يمكن بناء البلاد إذا لم نتجاوز مرحلة الشكوى، ولا يمكن أن نظل نقول إننا نتعرض للظلم منذ 1400 عام منذ عهد الإمام الحسين، وأنتم أيضاً تقولون إنكم تتعرضون للظلم منذ اتفاقية سايكس-بيكو".

وفيما يتعلق بمواد الدستور، أشار د. علي طاهر الحمود إلى أن "هناك 21 إلى 22 مادة في الدستور تتعلق بالحريات، لكن أيها تم تطبيقه؟ أين الحرية؟". وفي سياق حديثه عن العلاقات بين الكورد والشيعة، قال "يمكن أن يكون هناك حوار كوردي-شيعي على المستوى الثقافي، لكن على المستوى السياسي يجب أن يكون هناك حوار بين أربيل وبغداد، أي أن يجري الحوار بين الحكومتين."

قال أبو بكر كارواني، المحلل السياسي، في حديثه عن الدستور: "هل النقاط المشتركة في الدستور المتعلقة بالمكونات المختلفة تُطبق كما هي دون تمييز؟"

وأضاف: "كان الأكراد والشيعة معاً ضد نظام البعث السابق، وكان لديهم عدو مشترك وهدف مشترك، لكنني الآن لا أرى فرقاً بين مسؤول شيعي ومسؤول سابق في الحكومة العراقية فيما يتعلق بقضية كركوك، ولذلك فإن العراق الجديد والنظام السياسي الجديد والتعامل مع الدستور قد فشل".

وفيما يتعلق بالعلاقات بين الأكراد والشيعة، قال كارواني: "هناك الآن خلافات كبيرة بين الأكراد والشيعة، وأحد الأسباب الرئيسية لهذه الخلافات هو انعدام الثقة بين الطرفين، كما أن موقف المرجعية المحايد في هذا الشأن قد خلق حالة من اليأس لدى الأكراد"

كان الدكتور تحسين فاضل أحد المشاركين في اللقاء الثاني بين النجف وأربيل، حيث تحدث عن مسألة انعدام الثقة والقواسم المشتركة بين الطرفين قائلاً: "كانت أربيل والنجف نموذجين جميلين للتعايش خلال حرب داعش، حيث استقبلت المدينتان مئات النازحين بحفاوة بالغة ووفرتا لهم المأوى، وهذه خاصية تميز أربيل والنجف، ولهذا فإن لدينا كأكراد وشيعة الكثير من القواسم المشتركة".

وفيما يتعلق بموقف المرجعية، أشار الدكتور تحسين فاضل إلى أن "المرجعية الشيعية لا تفرق بين الأطراف سواء كانوا أكراداً أو شيعة أو سنة، وتنظر إليهم جميعاً بعين واحدة". وحول تدخل المرجعية في النزاعات، قال الدكتور تحسين: "تتدخل المرجعية في بعض القضايا والمشاكل المهمة، لأنه إذا لم تتدخل فقد يحدث شيء آخر. وفي هذا السياق، حرمت المرجعية في فتاواها الاعتداء على أي طرف، سواء كان مسيحياً أو مسلماً، شيعياً أو سنياً، وهذا أمر ثابت وراسخ".

وأضاف: "لكن المرجعية حالياً أغلقت أبوابها في وجه السياسيين، لأنها تقول لقد تحدثنا كثيراً ولم يعد صوتنا يُسمع، لكن السياسيين لا يصغون إلينا. ولو استمع السياسيون للمرجعية لكنا الآن في مكان آخر".

يقول الدكتور تحسين فاضل إنه "يجب على الأكراد تجاوز عقدة الشعور بالظلم والاضطهاد، فحتى يتم ذلك لن يكون حل المشاكل سهلاً. كما يجب علينا تجاوز الهويات الفرعية والتركيز على الهوية الوطنية التي تعني أننا جميعاً عراقيون، لأن الهوية الوطنية لا تخلق تمييزاً وتنظر للجميع بنفس النظرة، بينما الهوية القومية تخلق التمييز والانقسام بيننا."

وأشار د. تحسين فاضل إلى أن "لدينا نقاط مشتركة كثيرة كالدين والجغرافيا والمجتمع؛ وفضلاً عن كل ذلك فنحن كأكراد وشيعة حاربنا معاً ضد أعدائنا في الماضي."

وفي ختام الجزء الأول من اللقاء، وحول مطالب الأكراد والشيعة من بعضهم، قال حاكم شيخ لطيف، النائب السابق في البرلمان العراقي: "لمعرفة ما نريده من بعضنا البعض، يجب أن نضع أنفسنا مكان بعضنا البعض". وأشار إلى ضرورة إنهاء الحكم الشوفيني وبناء حكومة وطنية تضمن حقوق المواطنة بحيث يتساوى المواطنون في الحقوق والواجبات. وأضاف: "بعد سقوط النظام السابق كنا نأمل أن تنتهي سياسة التهميش وأن يشعر الجميع بهويتهم الوطنية."

وأضاف: "الآن لم يعد نظام البعث موجوداً، لكن آثاره ما زالت باقية. ربما يكون وضع المكون الشيعي أفضل لكونهم المكون الأكبر والأقوى، لكن هذا لا ينطبق علينا، لذلك يطالب الأكراد بإنهاء هذه المخاطر والتداعيات؛ في الحقيقة يجب ألا يشعر الكرد بعد الآن بأن وجودهم مهدد."

December - 2024
Saturday
21
12:00 AM
-
12:00 AM
Share this Post

نشاط