مثل ملتقى اربيل-النجف حول العلاقات الكوردية –الشيعية فرصة نادرة للمثقفين واصحاب الرأي لمناقشة العلاقات بين المكونين والتي تشهد نوعا من الفتور بعيدا عن دهاليز السياسة.
تم في الملتقى الذي جرى يوم (15 كانون الاول 2019) في مدينة اربيل طرح العديد من الاراء والافكار الجرئية لتقوية اواصر الترابط في جو صريح في ظل ما تشهده الساحة العراقية من تظاهرات واحتجاجات والاوضاع الملتهبة في منطقة الشرق الاوسط والموقم الكوردستاني المتفاعل مع التظاهرات.
في هذه الايام التي يمر بها العراق والشرق الاوسط بمخاطر ومخاضات عسيرة، تمثل توصيات ملتقى اربيل-النجف خطوة ذات مغزى لمناقشة أفق العلاقات الكوردية-الشيعية كجزء من مشروع حواري لمركز رووداو للدراسات لبناء مستقبل واعد.
ونظراً للمكانة السياسية والجيوسياسية للعلاقة بين النجف واربيل، فإنّ نوعية العلاقات بين الطرفين لها تأثير مباشرعلى مستقبل العراق، مع الأخذ في الاعتبار ديناميكية الوضع السياسي الحالي للشرق الاوسط بشكل عام والعراق بشكل خاص، وهذا يمنح مزيدا من الأهمية لتلك العلاقة على كافة الصعد.
ان العلاقة بين المكونين الرئيسيين ليست سياسية فقط، وإنّما لها بعد على الصعد الاجتماعية والتأريخية.
هناك الكثير من المواطنين الكورد ممن يتبعون المذهب الشيعي، لذلك فتعميق الحوار بين المكونين على كافة المستويات له أهمية كبرى على مستوى أي حدث سياسي، ولتوضيح حقيقة ما يجري وتبديد اي سوء للفهم بحل القضة الكوردية.
بحل القضيه الكوردية يستطيع العراق الديمقراطي المستقر الذي يكون ذا نظام يحتذى به في المنطقة، أن يفتح منفذاً سياسياً واقتصادياً مهمّاً أمام إقليم كوردستان، كما أن إقليم كوردستان قوي يستطيع اسناد المكانة الجيوبوليتيكية للعراق في الشرق الأوسط، لكن تجربة العراق الجديد على مدى الأعوام الستة عشر الماضية أثبتت أنه قبل الاتفاق حول أي مشروع سياسي، هناك حاجة إلى بناء جسور الثقة المتبادلة، ومشاركه اقليم كوردستان في خلق هذه الثقة، والابتعاد عن الدعوات الى الحكم المركزي كما أنّه يتوجب على الكورد والمكونات الأخرى أن يتشاركوا بفاعلية في حل اشكالات العراق الراهنة وأن لا يبقوا على الهامش. وبالأخصّ في هذه الفترة حيث يشهد الشارع العراقي حراكاً جماهيرياً وروحاً شبابية للتغيير.
إنّ الحفاظ على الديمقراطية والفيدرالية للعراق من شأنه أن يشكل أرضية صلبة لبناء جسور الثقة وابرام عقد اجتماعي جديد بين كافة المكونات، انطلاقا من حتمية سياسية ان ضعف اي مكون من مكونات الشعب العراقي هو ضعف للجميع.
في حوار اربيل-النجف تم الاتفاق على هذه التوصيات:
- حثّ الأحزاب و الكيانات السياسية على الاستمرار بتبني دعم الحوار من اجل بناء عراق ديمقراطي فيدرالي حقيقي.
- لا يجب النظر إلى حوار المكونين (الشيعي-الكوردي) كموضوع سياسي وحسب، وإنما يجب أن يكون هناك دور أكبر للمكونات الاخرى ومنظمات المجتمع المدني والأفراد والمؤسسات الدينية.
- أن يتمّ تنظيم ملتقى أربيل-النجف الثاني في مدينة النجف الأشرف على نطاق اوسع.
- تهيئة البيئة المناسبة لتنمية العلاقات الاجتماعية وتبادل الزيارات بين مراكز البحوث والنخب.
- اتاحة الفرص لزيادة التبادل في المجالات الثقافية والاعلامية والرياضية.
- تنشيط العلاقات الاقتصادية والتجارية والمالية والمصرفية في اطار القطاع الخاص.
- اتاحة الفرص لطلاب اقليم كوردستان للدراسة في جامعات المحافظات العراقية، وتهيئة نفس الفرص لطلاب المحافظات العراقية للدراسة في جامعات اقليم كوردستان و تخصيص زمالات خاصة بآداب اللغة الكوردية من اجل هذا الغرض.
- اتاحة الفرصة لتبادل الخبرات التدريسية في المجالات الدينية.