إعداد: کوسار عثمان
نظم مركز رووداو للدراسات بالتعاون مع وقف الدراسات السياسية والاقتصادية والمجتمعية (SETA)، يوم (4 تشرين الأول 2025) في أربيل، وشة عمل بعنوان "عملية نزع سلاح PKK ومستقبل علاقات تركيا وإقليم كوردستان.
حضر ورشة العمل عدد من المسؤولين الحكوميين ومسؤولي الأحزاب السياسية وشخصيات في إقليم كوردستان، وشارك فيها أيضاً وفد تركي ضم مسؤولين وباحثين وأكاديميين، وخلال ورشة العمل، عرض المشاركون وجهات نظرهم وآراءهم المتعلقة بعملية الحل في تركيا.
ورغم عدد من الملاحظات والاختلافات حول التفاصيل، فإن المشاركين كانوا متفقين تماماً في الصورة الأكبر على أن الأهالي في المنطقة ملوا الحرب ويريدون السلام. وبشأن الطريقة التي تسير بها العملية، تحدث الخبراء والساسة الترك عن صيغة تخص تركيا؛ وأشاروا إلى أن نزع السلاح في جميع عمليات السلام كان يتأخر إلى المرحلة النهائية منها، لكن العملية في تركيا بدأت بنزع السلاح.
نتائج استبيانات الرأي في تركيا بخصوص ثقة المواطنين بالعملية، تم عرضها في ورشة العمل. هذه الاتبيانات التي أجريت في تركيا، أشارت إلى أن نحو 30% من الأهالي كانوا يؤيدون العملية في البداية، لكن نسبة التأييد ارتفعت بعد فترة إلى 75%.
يعد حزب العدالة والتنمية (آكبارتي) وحزب الحركة القومية (مهب) المبادرين للعملية، وتشير الستبيانات إلى أن 60% من جماهير حزب الحركة القومية يؤيدون العملية، و91% من جماهير حزب مساواة وديمقراطية الشعوب (دام بارتي) يؤيدون العملية. الحزب الجيد (إيي بارتي)، إلى جانب معارضته المعلنة للعملية وكونه الحزب الوحيد في البرلمان التركي الذي رفض المشاركة في اللجنة الخاصة بعملية السلام، فإن 43% من جماهيره يؤيدون العملية.
من المحاور الأخرى التي تم تناولها في ورشة العمل، تسمية العملية من جانب تركيا بـ(تركيا خالية من الإرهاب)، وقد أبدى مسؤولو إقليم كوردستان مراراً ملاحظات على هذه التسمية. في ورشة العمل أيضاً، عبر المشاركون من إقليم كوردستان عن هذا للجانب التركي، وأشاروا إلى أن العملية هي عملية سلام ونزع سلاح وكان الأولى أن يكون اسمها بعيداً عن كلمة ومفهوم الإرهاب والحرب.
وضرب الجانب التركي مثلاً، اسم اللجنة البرلمانية، وهو (لجنة الدعم الوطنية والتآخي والديمقراطية)، وقالوا إن من الممكن أن يتم تغيير اسم العملية في المرحلة القادمة، أو على الأقل مناقشة تسميتها.
روجآفاي كوردستان ومستقبل حزب الاتحاد الديمقراطي وقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، شغل محوراً مهماً من ورشة العمل، وتحدث جميع المشاركين تقريباً عن هذا الموضوع.
وتم أيضاً الوقوف على حساسية الجانبين تجاهه، وخاصة حساسية الجانب التركي تجاه بعض التعابير من قبل شمال كوردستان وجنوب كوردستان وغيرهما كثير. في نفس الوقت، أبدى الجانب الكوردي حساسيته تجاه المصطلحات التي لا تزال تستخدمها الحكومة التركية، ومنها كلمة الإرهاب عند تسمية عملية الحل. وجرت مناقشة أعمال اللجنة البرلمانية التركية التي عقدت حتى (4 تشرين الأول 2025) 13 اجتماعاً مع شتى شرائح وطبقات المجتمع واستمعت إلى ممثليهم.
وأكد المسؤولون الترك أن اللجنة بعد هذه الاجتماعات، ستجمع ملاحظاتها وتقدمها لرئاسة البرلمان التركي، لأن من بين مهام اللجنة تقديم مقترحات لتغييرات قانونية، وبعد تقديم المقترحات للبرلمان، ستعرضها رئاسة البرلمان على التصويت لتصدر كقانون عند التصويت لصالحها.
ورغم تعدد الآراء بشأن تفاصيل ومضمون الموضوع، فإن الجانبين ركزا في مناقشاتهما على أهداف ومستقبل العملية، والمتمثلة في تحقيق السلام، ووصف جميع المشاركين بصورة عامة، ورشة العمل وهذا النوع من الاجتماعات بالمهمة، وخاصة أنها تتيح الاستماع والاطلاع على وجهة نظر الجانب المقابل والرؤى المتنوعة للعملية، وأعربا عن الأمل في استمرارها.