نظم مركز رووداو للدراسات يوم الاثنين (1 أيلول 2025)، نشاطاً بعنوان "السلام الصعب في تركيا؛ نزع سلاح حزب العمال الكوردستاني ونقاط التحول السياسي في ظروف جيوسياسية غير مستقرة" حيث جرت مناقشات حول آليات نزع سلاح حزب العمال الكوردستاني وحل الحزب نفسه والتغييرات في السياسة الداخلية التركية.
تألف نشاط مركز البحوث بشكل أساس من كلمات افتتاحية وترحيبية، وجلسة مفتوحة ومائدة مستديرة مغلقة أُديرت وفقاً لقواعد تشاتمهاوس.
في البداية، ألقى المدير العام لشبكة رووداو الإعلامية، آكو محمد، كلمة الافتتاح والترحيب، ثم قدم وزير الزراعة التركي السابق، مهدي أكار، كلمة حول مفاوضات نزع سلاح حزب العمال الكوردستاني، وعرض عضو البرلمان التركي من قائمة حزب المساواة وديمقراطية الشعوب وعضو وفد إمرالي، مدحت سَنجَر، وجهة نظره، وفي النهاية، قرئت رسالة من زعيم حزب العمال الكوردستاني، عبد الله أوجلان، أرسلها خصيصاً لهذا النشاط لمركز رووداو للدراسات.
في جلسة الحوار المفتوح التي أدانرها هيفيدار زانا، المذيعة بشبكة رووداو الإعلامية، شارك كل من البرلماني من حزب سعادت وعضو "لجنة الدعم الوطني والأخوة والديمقراطية"، بولنت كايا، والبرلماني من حزب الشعب الجمهوري (CHP) عن إسطنبول، أوغوز كان صالجي، والبرلماني من حزب المساواة وديمقراطية الشعوب (دام بارتي) عن آمد، جنكيز جاندار، والسياسي ملا بختيار؛ والمدير العام لمركز دراسات (راوست) في تركيا روج كيراسون، ورئيس الحزب الاشتراكي الكوردستاني (باساك)، بايرام بوزيل، في مناقشة مجموعة من القضايا المتعلقة بعملية الحل ونزع سلاح حزب العمال الكوردستاني.
في المائدة المستديرة لهذا النشاط التي أُديرت وفقاً لقواعد تشاتمهاوس من قبل مدير مركز رووداو للدراسات، زريان روجهلاتي، تمت مناقشة البعد الإقليمي لمفاوضات السلام ونزع سلاح حزب العمال الكوردستاني، وكيف تنظر دول المنطقة والقوى المؤثرة في المنطقة إلى عملية نزع سلاح حزب العمال الكوردستاني، ودور وتأثير إقليم كوردستان والعراق في هذه العملية، وتأثير الوضع في روجآفا وسوريا وكذلك قضية شنكال على هذا الموضوع؛ وهل ستصبح سبباً للتسهيل أم لخلق العوائق؟ كما نوقش الجانب الداخلي وطرق ضمان الاستقرار وبناء الثقة في تركيا المستقبل، حول موضوعات مثل النقاشات الداخلية حول استمرار أو وقف الحرب المسلحة بين الدولة وحزب العمال الكوردستاني، الإصلاحات والتغييرات اللازمة لإطلاق عملية نزع السلاح، قدرة النظام السياسي التركي على استيعاب المطالب الكوردية، الدروس والتجارب من محاولات الحل السابقة بين حزب العمال الكوردستاني والدولة.
كلمة الافتتاح والترحيب، مدير عام شبكة رووداو الإعلامية، آكو محمد،:
الحضور الكرام
أحييكم تحية السلام. في العديد من المراكز التركية، يعدّ اليوم يوم السلام، وكذلك 21 من هذا الشهر هو اليوم العالمي للسلام، واليوم يقام مؤتمرنا حول السلام تحت عنوان (السلام الصعب في تركيا؛ نزع سلاح حزب العمال الكوردستاني ونقاط التحول السياسي في ظروف جيوسياسية غير مستقرة). أرحب بكم جميعاً، بالذين جاؤوا من تركيا والذين يشاركون من إقليم كوردستان في هذا المؤتمر. شكراً لمركز رووداو للدراسات الذي جمعنا هنا حول هذه القضية المهمة.
الذين يتحدثون عن السلام ويسعون للسلام يحبهم الله تعالى وتؤيدهم الناس. هذه النسبة الكبيرة من الدعم للسلام الموجودة حالياً في تركيا، نسبة عالية جداً وأنا متأكد أنها ارتفعت الآن أكثر، لأنه في آخر استطلاع أُجري قبل شهرين كانت النسبة 68٪. هذا يعني أن للسلام أكبر دعم شعبي في تركيا، والذين خلقوا هذه النسبة هم أعضاء حركة بدأت بشجاعة كبيرة في تركيا. كما أن هناك دعماً واسعاً جداً للسلام في كوردستان أيضاً، على سبيل المثال في بعض قرى المناطق الحدودية في إقليم كوردستان أقيمت احتفالات بنهاية الحرب من قبل سكان القرى، كثير من سكان تلك القرى بدأوا بإعادة بناء منازلهم، سكان هذه القرى وجميع الطبقات والشرائح الأخرى في إقليم كوردستان، على غرار قيادة إقليم كوردستان، يعبرون عن دعم استثنائي للسلام. بلا شك، دعم الشعب قوة كبيرة جداً لنجاح واستقرار السلام.
هذه العملية التي بدأها رئيس الجمهورية التركية السيد رجب طيب أردوغان والدولة التركية، والسيد عبد الله أوجلان لإنهاء الحرب وخلق السلام والاستقرار المستمر، خلقت مشاعر وأجواء مختلفة مليئة بالأمل في المنطقة بأكملها، ووسعت طريق التعايش السلمي. هذه العملية يمكن أن تقضي على أرضية نمو العنصرية وتزيد من أرضية الشراكة والتعاون. هذه العملية جلبت معها بشرى كبيرة لانتشار المحبة بين شعوب المنطقة، وهي أكبر من كونها مجرد عملية سياسية.
خلق السلام يحتاج إلى شجاعة، أولئك الذين يصنعون السلام أناس شجعان. انتصارات الحرب هي انتصارات وقتية، لكن السلام انتصار دائم. الذين يديرون هذه العملية الآن في تركيا من أجل سلام قائم على العدالة يسجلون فخراً تاريخياً كبيراً لأنفسهم وشعبهم والمنطقة، ويضعون أسس تقدم كبير لشعوب المنطقة. كما أن الذين يشاركون في إقليم كوردستان في إطلاق عملية السلام، يخلقون فخراً كبيراً ويوسعون باب تقدم المنطقة.
يشارك معنا في هذا المؤتمر اليوم عدد من أعضاء البرلمان التركي، وأريد أن أقول إن أعضاء البرلمان في هذه الدورة من البرلمان التركي يشاركون في خلق مرحلة تاريخية جداً، هذه فرصة وفرصة تاريخية أتيحت لهم للمشاركة في خلق هذه المرحلة التاريخية في تركيا. نجاح هذه العملية سيصبح إنجازاً كبيراً لهم ولشعوب المنطقة.
لا يخاف من السلام أحد ولا شعب ذو قضية وأهداف، لأن السلام هو قوة التقدم لحياة جميع الأفراد والمجتمعات، السلام هو أرضية التقدم لكل فرد ومجتمع. السلام ليس علامة ضعف، لأن السلام نفسه قوة. سلام دائم معزز بالحقوق والعدالة والمساواة يمكن أن يكون ضامناً للاستقرار والتقدم المستمر لكل المنطقة.
نأمل في اليوم العالمي للسلام من العام القادم، أن نرى جميعاً معاً منطقة هادئة بلا حرب، ونرى النجاح التام لعملية السلام.
مرة أخرى، نحن سعداء لرؤيتكم هنا في مدينة أربيل عاصمة إقليم كوردستان في هذا المؤتمر لنتحدث معاً فقط عن السلام وعن آفاق التقدم الذي سيصبح السلام سبباً لتحقيقه لكل المنطقة إن شاء الله. شبكة رووداو الإعلامية كما هو الحال دائماً، تقدم تغطية مهنية لهذه العملية، وبلا شك السلام مفيد جداً لتقدم العمل الإعلامي أيضاً.
أهلاً وسهلاً وشكراً جزيلاً.
كلمة وزير الزراعة التركي السابق، مهدي أكار:

الكلمة الثانية في المؤتمر كانت لوزير الزراعة التركي السابق، مهدي أكار، الذي عبر عن رأيه حول عملية الحل، قائلاً: "نمر بعملية مهمة جداً، ليس فقط في الشرق الأوسط، بل في مناطق البحر الأسود والبحر الأبيض المتوسط حيث تستمر الحرب والفوضى التي هي جزء من جغرافيتنا."
وأشار مهدي أكار إلى أنه: "وسط هذا الألم والمعاناة في المنطقة، هناك تطور إيجابي في تركيا يسعدنا ويزيد أملنا، [لا يهم] سواء أسموه تركيا بلا إرهاب أو عملية السلام."
تحدث الوزير التركي السابق عن خلفية نشوء الصراعات السابقة بين الكورد والدولة التركية وقال: "ما يحدث في المنطقة لم يظهر فجأة، لذلك من الضروري أن نناقش تاريخ الأحداث أيضاً."
بحسب مهدي أكار، لا تزال تأثيرات الحرب العالمية الأولى مستمرة والتي استهدفت "الشرق الأوسط وميسوبوتاميا"، "خطة الأوروبيين كانت أخذ عائداتنا ونفطنا وتأسيس صناعتهم في أوروبا."
أكد وزير الزراعة التركي السابق أن الاتحاد الأوروبي يستمر في تقسيم الشرق الأوسط حيث "يجب ألا ننسى حقيقة أن الحكومة الإسرائيلية هي السبب الرئيس."
بدأت عملية الحل الجديدة في 1 تشرين الأول الماضي بمبادرة من رئيس حزب الحركة القومية، دولت باخجلي، ثم طلب عبد الله أوجلان في 27 شباط من هذا العام من حزب العمال الكوردستاني عقد مؤتمر والتخلي عن السلاح.
أشار وزير الزراعة التركي السابق إلى أنه عندما تأسس حزب العمال الكوردستاني، لم يكن هناك طرف آخر يحظى مثله بدعم الناس بكل قلوبهم؛ كما أن العديد من أخطاء الدولة كانت أسباباً لنمو حزب العمال الكوردستاني.
قال مهدي أكار: "بدلاً من أن تستمع الدولة لآلام ومطالب الشعب، ظلمتهم، بطريقة اضطروا فيها لإخلاء قراهم والهجرة ليجدوا أنفسهم في مواجهة موجة عنصرية في المدن الكبيرة."
في أيار من هذا العام قرر حزب العمال الكوردستاني إنهاء النضال المسلح. في 11 تموز من هذا العام أحرق 30 مقاتلاً من حزب العمال الكوردستاني أسلحتهم رمزياً في محافظة السليمانية.
قال الوزير التركي السابق: "عملية الحل يمكن أن تجعل الجميع معاً شعباً عظيماً. إذا فكرنا في قيمنا المشتركة وثقافتنا المشتركة وقيمنا الدينية ولم نأخذ بعين الاعتبار الحدود المصطنعة، يمكننا أن نكون أقوياء مرة أخرى وتصبح العملية عملية إعادة تأسيس."
وحسب مهدي أكار، في أيام الحرب عندما أُخليت القرى ورأى الناس الظلم، "لم يذهبوا إلى دهوك ومهاباد، بل ذهبوا إلى مدن أخرى في بلدهم مثل ماردين وأنطاليا وإسطنبول، لأنهم كانوا يعلمون أن يوماً مثل اليوم [لعملية الحل] سيأتي. فإسطنبول كوردية بقدر كون كركوك تركية."
وأشار مهدي أكار إلى مسألة نزع سلاح حزب العمال الكوردستاني وقال: "من الضروري أولاً إسكات الأسلحة. نزع سلاح حزب العمال الكوردستاني يجعل تركيا أقوى، ثم من الضروري أن يجري الحوار أخوياً وبطريقة ودية."
وكما يقول وزير الزراعة التركي السابق، بعض الجهات داخل تركيا وخارج البلد ترى في عملية السلام إضراراً بمصالحها وهؤلاء "سيبذلون كل ما في وسعهم لخلق عوائق للسلام. حتى أن بعضهم يطلقون الوعود للكورد، لكن الكورد سئموا من الوعود."
يقول مهدي أكار حول عملية الحل: "هناك طريق واحد فقط أمامنا، وهو السلام والأخوة."
رسالة عبد الله أوجلان وكلمة عضو وفد إمرالي لحزب المساواة وديمقراطية الشعوب والرئيس المشارك السابق لحزب الشعوب الديمقراطية، مدحت سَنجَر
الزعيم السجين لحزب العمال الكوردستاني، عبد الله أوجلان، قال في رسالة إلى مؤتمر "السلام الصعب في تركيا": "أقترح هو أن ينسجم الكورد مع الدول التي تمنحهم فرصة علاقة مجتمع ديمقراطي."
وقال عبد الله أوجلان في رسالته: "أبارك لمركز رووداو للدراسات تنظيم هذا المؤتمر وخاصة أن عنوانه هو (السلام الصعب في تركيا). هذا العنوان يعكس الحقائق. في تجربتنا على مدار 40 سنة الماضية لمسنا عدة مرات صعوبة تحقيق السلام في تركيا، وذلك من خلال تجارب مُرة."
الزعيم المسجون لحزب العمال الكوردستاني دعا في أواخر شباط من هذا العام لنزع سلاح مقاتلي حزب العمال الكوردستاني كمحاولة للوصول إلى عملية الحل. جاء في رسالته: "أقترح أن ينسجم الكورد مع الدول التي تمنحهم فرصة لعلاقة مجتمع ديمقراطي. أُعرّف هذا على أنه (التوحيد على أساس المجتمع الديمقراطي)".
عضو البرلمان التركي وعضو وفد إمرالي لحزب المساواة وديمقراطية الشعوب، مدحت سَنجَر، قرأ رسالة عبد الله أوجلان على مؤتمر مركز رووداو للدراسات.
نص رسالة عبد الله أوجلان:
المشاركون المحترمون،
أوجه لكم التحية والاحترام.
أبارك لمركز رووداو للدراسات تنظيم هذا المؤتمر وخاصة أن عنوانه هو (السلام الصعب في تركيا).
هذا العنوان يعكس الحقائق. في تجربتنا على مدار 40 سنة الماضية لمسنا عدة مرات صعوبة تحقيق السلام في تركيا، وذلك من خلال تجارب مُرة.
هذه المرة أيضاً حصلنا على فرصة السلام 'بصعوبة'، لكننا نسعى بكل حساسية وبكامل قدرتنا لتؤتي هذه الفرصة ثمارها.
إذا نجحت هذه العملية في تركيا، فستتغير مصائر الشرق الأوسط كله؛ سيبدأ عصر جديد حيث تحل حياة ديمقراطية معززة بالسلام محل الحروب والدمار.
أقترح أن ينسجم الكورد مع الدول التي تمنحهم فرصة علاقة مجتمع ديمقراطي. أُعرّف هذا بـ"التوحيد على أساس المجتمع الديمقراطي".
العملية التي نديرها، أربطها بهذا الأساس وأعتقد أنها ستنجح أيضاً.
أرى أن العلاقة بين الكورد أيضاً يجب أن تقوم على أساس الوحدة الديمقراطية. أدعو جميع الكورد للاجتماع والاتحاد على أرضية ديمقراطية.
آمل النجاح لمؤتمركم ولكم مني التحية والاحترام من أعماق قلبي.
عبد الله أوجلان
جزيرة إمرالي
عضو وفد إمرالي لحزب المساواة وديمقراطية الشعوب والرئيس المشارك السابق لحزب الشعوب الديمقراطية، مدحت سَنجَر

عضو وفد إمرالي لحزب المساواة وديمقراطية الشعوب والرئيس المشارك السابق لحزب الشعوب الديمقراطية، مدحت سَنجَر، ألقى الكلمة الثالثة في المؤتمر بصفته عضو وفد حزب المساواة وديمقراطية الشعوب في زيارات عبد الله أوجلان، وقال: "عملية الحل والسلام صعبة ليس في تركيا فحسب بل في العالم كله."
وصرح مدحت سَنجَر في كلمته بأن السلام عملية صعبة ليس فقط في تركيا بل في العالم كله، لكن "التجارب المرة تخبرنا عن مدى أهمية السلام. عدم توصلنا للسلام بعد سنوات عديدة، آلمنا بعمق ومن الداخل. لذلك عندما نتحدث عن السلام، نعلم أنه يتطلب تضحية وجهداً كبيرين".
تحدث مدحت سَنجَر عن عملية الحل هذه المرة وقال: "مرت 10 أشهر على بداية العملية. في 1 تشرين الأول الماضي جاءنا رئيس حزب الحركة القومية، السيد دولت باخجلي، بعد أول جلسة للبرلمان. اجتمع مع الرؤساء المشاركين والبرلمانيين. كانت تلك أول إشارة على بداية وقراءة للعملية. لاحقاً قدم باخجلي في 22 تشرين الأول كلمته المشهورة وأُعلن عن بداية الحملة."
وتحدث عضو وفد إمرالي لحزب المساواة وديمقراطية الشعوب عن المراحل الأخرى للعملية قائلاً: "لاحقاً، زار وفد من دام بارتي إمرالي. في (27 شباط 2025) جرى نشر رسالة (السلام والمجتمع الديمقراطي) لأوجلان التي كانت نقطة تحول تاريخية وأشارت لبداية جديدة طلب فيها حل حزب العمال الكوردستاني ونزع سلاحه. نفذ حزب العمال الكوردستاني دعوة أوجلان وفي 5-7 أيار نظم مؤتمره الثاني عشر، وأعلن قرار الحل والتخلي عن السلاح."
تحدث مدحت سَنجَر عن إحراق السلاح من قبل عدد من مقاتلي حزب العمال الكوردستاني في 11 تموز وقال: "نعتقد أن ذلك كان إظهاراً لإرادة قوية بالالتزام برسالة أوجلان الذي هو مؤسس حزب العمال الكوردستاني؛ وكان رسالة مهمة من حزب العمال الكوردستاني عبر فيها عن استعداده لنزع السلاح. بعد تلك المرحلة كانت العيون على البرلمان، تشكلت لجنة وعقدت اجتماعها الأول في (5 آب 2025) ويواصل نشاطه. أؤكد مرة أخرى، السلام طريق صعب لكنه هدف مهم جداً."
عبر عضو وفد إمرالي لحزب المساواة وديمقراطية الشعوب في كلمته: "لفهم عملية السلام في تركيا بشكل أفضل، أسلط الضوء على عدة نقاط. عملية السلام المستمرة الآن تختلف في الخصائص عن مثيلاتها من عمليات السلام. في تحقيق السلام في معظم البلدان، يجري الحديث عن نزع السلاح وينفذ كنقطة أخيرة، أي يكون هناك حوار ومفاوضات واتفاق وتفاهم وترتيبات أولاً. ثم في النهاية يتخذ القرار نزع السلاح."
قال مدحت سَنجَر: "في هذه العملية وُضع موضوع نزع السلاح أولاً ليسبق جميع الأعمال والمراحل المختلفة. وضع مرحلة نزع السلاح قبل جميع المراحل والخطوات الأخرى هو تماماً عكس جميع العمليات الأخرى للسلام في العالم كله."
تحدث مدحت سَنجَر عن أوضاع الشرق الأوسط وعدة مناطق أخرى في العالم قائلاً: "يعاني الشرق الأوسط منذ زمن بعيد من التعقيدات والنزاعات والأزمات المختلفة. منذ عامين، نشهد في الشرق الأوسط الحرب والدماء والقتل. نحن نعيش بين تحمل حياة قاسية جداً والموت، كل شيء انقلب رأساً على عقب. الجميع منشغل بتسليح أنفسهم، الجميع يستعد لحرب متوقعة، الجميع يحاول حل المشاكل بعقلية عنفية".
وتحدث مدحت سَنجَر عن عملية الحل هذه المرة في ظل هذا الوضع المعقد في الشرق الأوسط قائلاً: "وسط هذا الاضطراب، أعلن السيد أوجلان حملة مضادة، كان مبادراً لإلقاء السلاح وإنهاء العنف من أجل الحل السلمي للقضية الكوردية. طلب منهم إلقاء السلاح من منظمة (حزب العمال الكوردستاني) مارست أنشطة مسلحة متنوعة بشكل منظم جداً لمدة 41 عاماً؛ منظمة لم تكن لها قواعد وقوات في تركيا فقط، بل لها تنظيم راسخ في المنطقة ومعظم دول العالم. بينما كما قلت، تفعل جميع دول المنطقة كل شيء لتسليح أنفسها، طلب السيد أوجلان العكس؛ طلب منهم إلقاء السلاح، وهم يلتزمون. لذلك إنها رسالة تاريخية ومهمة جداً".
قال عضو وفد إمرالي من دام بارتي: "إعصار فرض الذات والمركزية والإمساك بالسلطة يهب في جميع أنحاء العالم، لكن أوجلان يطالب بالسلام والمجتمع الديمقراطي. حملته لم تكن فقط من أجل السلام، بل كانت من أجل الديمقراطية أيضاً، وهذه نقطة وخطوة أخرى معاكسة للعالم كله. لذلك نعتقد أنها عملية صعبة جداً".
وأضاف مدحت سَنجَر: "بينما يتجه العالم كله نحو العنف، تصبح المبادرة للسلام والديمقراطية سبباً للنقد والقلق والخوف والتردد. لا ينبغي أن نتوقع أن تدعم جميع طبقات وشرائح المجتمع العملية مباشرة. بعضهم قلق، بعضهم ينتقد ربما بحسن نية، وبعضهم الآخر لديهم أهداف أخرى بالتأكيد".
ثم قال عضو وفد إمرالي من دام بارتي: "هناك أشخاص ومجموعات لديهم مصالح سياسية وفئوية وشخصية، وبمجيء السلام والديمقراطية، تختفي مصالحهم. بعض هذه المجموعات والأشخاص يُحرمون من النوم ويصيبهم القلق عندما يسمعون كلمة السلام والعملية. هذه المجموعات تفعل كل شيء للخروج بالعملية عن مسارها وإفشالها. لكي ننتصر على كل هذه العقبات، يجب ألا نفقد الأمل، بل يجب أن نعمل بجدية وبإصرار ويكون لنا موقف".
ثم قال مدحت سَنجَر: "لا بد لنا من مواصلة خطواتنا. نحن الآن في مرحلة مهمة؛ نجاح العملية يفتح باباً كبيراً جداً للتغيير في تركيا ويصبح تحولاً لا مثيل له. وهذا لن يكون فقط لتركيا، بل سيكون تحولاً في المنطقة بأكملها. نجاح العملية سيكون له تأثير مباشر مهم جداً على مصير الكورد والترك وجميع المكونات الأخرى في تركيا والمنطقة أيضاً. نجاح العملية يعني إنهاء الحرب والصراع وتحقيق السلام وعودة الديمقراطية. نحن جميعاً نعلم أن هذا التغيير الكبير ليس سهلاً، لكننا جميعاً نعلم أنه ليس مستحيلاً وبالعمل المستمر والجهد المكثف، يتحقق هذا الهدف".
أعلن مدحت سَنجَر: "لنجاح العملية، نحتاج إلى بعض العوامل. السؤال هو، ما الذي جعل هذه العملية تبدأ مرة أخرى؟ هناك صراع قاس جداً منذ 41 عاماً أدى إلى فقدان أرواح كثيرة وخلق جراحاً عميقة جداً في قلب المجتمع. هذا العمل يعني إنهاء الصراع وتحقيق السلام. الغريب أن هناك أشخاصاً ينكرون حتى الآن وجود حرب وصراع ولذلك لا يطلقون عليه أي اسم".
وتحدث عضو وفد إمرالي من دام بارتي عن سبب آخر قائلاً: "الحرب والصراع لا ينشآن من تلقاء نفسهما، هناك سبب ومصدر جعل هذا الصراع يحدث. له سبب ومصدر خاص به، وهو المسألة الكوردية. يجب أن نطلق عليها هذا الاسم، عندما نتفق على التسمية، نصل بسهولة أكبر إلى مصدر الحل".
وقال مدحت سَنجَر أيضاً، إن الهدف من هذه العملية هو إنهاء الحرب و"الفاعلون بشكل عام هم المجتمع كله لكن بشكل محدد وفي المرحلة الحالية هم الدولة والسياسة والمنظمة (حزب العمال الكوردستاني). داخل الدولة، هناك أصحاب السلطة، شركاء السلطة أي أردوغان وباخجلي. في السياسة هناك جميع الأطراف السياسية، وفوق الجميع أكبر حزب معارض رئيس وهو حزب الشعب الجمهوري وأوزغور أوزيل. الطرف الثالث هو حزب العمال الكوردستاني والسيد أوجلان. إذا لم تُذكر أسماء الفاعلين ولم يُحددوا واحداً تلو الآخر، فلن تُحدد أدوارهم. عندما لا تُحدد أدوارهم بالتأكيد لن توضع الشروط والصلاحيات وأساليب العمل والخطوات اللازمة. إلى جانب هذا، هناك عدة فاعلين لهم دور أساس. أحدهم هو السيد أوجلان".
أعلن مدحت سَنجَر: "الطرف الخارجي أيضاً له تأثير على العملية والاتجاه خاصة في النجاح. العديد من الأطراف كان لها دور إيجابي ومؤثر وجهد مكثف وجيد جداً، خاصة السلطات في إقليم كوردستان في أربيل والسليمانية؛ سياسيوهم أيضاً كان لهم دور مؤثر ونحن نؤمن أنه في المستقبل أيضاً سيكون لهم دور بارز ومهم بنفس الطريقة. يجب أن ننظر إلى تجربة الدول الأوروبية بعد أكثر من 30 عاماً من إراقة الدماء والقتل والدمار، قررت جميع الشعوب أن يكون هناك سلام دائم إلى الأبد. يجب على جميع شعوب الشرق الأوسط أيضاً اتخاذ قرارهم؛ الحرب والدمار أم السلام والرفاهية. نحن أيضاً نطالب بالحياة ضد الموت، وبالحرية بدلاً من الكوارث وبالربيع ضد الدمار".
لجنة السلام الصعب في تركيا
في جلسة حوار، تحدث كل من البرلماني من حزب سعادت وعضو "لجنة الدعم الوطني والأخوة والديمقراطية"، بولنت كايا، والبرلماني من حزب الشعب الجمهوري (CHP) عن إسطنبول، أوغوز كان صالجي، والبرلماني من حزب المساواة وديمقراطية الشعوب (دام بارتي) عن آمد، جنكيز جاندار، والسياسي ملا بختيار؛ روج غيراسون، والمدير العام لمركز (راوست) للدراسات في تركيا، بايرام بوزييل، ورئيس الحزب الاشتراكي الكوردستاني (باساك)، بايرام بوزيل، وطرحوا مجموعة من الآراء حول عملية الحل ونزع سلاح حزب العمال الكوردستاني.
بولنت كايا – البرلماني من حزب سعادت
البرلماني من حزب سعادت وعضو "لجنة الدعم الوطني والأخوة والديمقراطية"، بولنت كايا، كان أحد المشاركين في مؤتمر رووداو، طرح رأي حزبه حول العملية.
يقول بولنت كايا، إن في عملية الحل الأولى (2009 - 2012)، كان العنوان الرئيس هو موضوع الحرية والديمقراطية والانفتاح على الكورد، لكن في العملية الجديدة التي بدأت في الأول من تشرين الأول 2024، جاء الوضع الأمني والعسكري قبل كل شيء.
قال: "نشأت حاجة أمنية وعسكرية لبدء العملية. بمعنى آخر، كانت المسائل الأمنية والعسكرية في المرتبة الأولى من احتياجات بدء العملية".
وأوضح كايا أن العملية الحالية لها علاقة مباشرة بالوضع الأمني والتغيرات في سوريا، خاصة في شمال ذلك البلد. الشرط الأساس لنجاح العملية كان حل حزب العمال الكوردستاني وتخليه عن السلاح.
في 27 شباط من هذا العام، نتيجة للمناقشات مع وفد حزب المساواة وديمقراطية الشعوب (دام بارتي)، وجه عبد الله أوجلان نداء إلى حزب العمال الكوردستاني لحل نفسه وإلقاء السلاح. في أيار من هذا العام، اتخذ حزب العمال الكوردستاني قرار إنهاء النضال المسلح وفي 11 تموز من هذا العام أحرق 30 مقاتلاً من حزب العمال الكوردستاني أسلحتهم بشكل رمزي في محافظة السليمانية.
يقول البرلماني من حزب سعادت، إن التوقعات الآن هي تسريع عملية نزع السلاح الحقيقية والكاملة، وتوقع حدوث تغييرات ملحوظة في شمال سوريا لتبديد مخاوف تركيا.
يتحدث بولنت كايا عن اختلاف آخر في العملية هذه المرة عن العمليات السابقة، وهو تشكيل "لجنة الدعم الوطني والأخوة والديمقراطية" في البرلمان، التي جرت أعمالها حتى الآن بتوافق واتفاق جميع الأطراف.
هذه اللجنة اجتمعت حتى الآن سبع مرات مع الطبقات والشرائح والأطراف ذات العلاقة، في آخر اجتماع لها في 28 من آب، استضافت رؤساء البرلمان التركي السابقين.
وقال كايا: "الحكومة التركية تتعامل مع العملية فقط في إطار ضيق أمني وعسكري وتحددها بنزع سلاح المقاتلين، لكن الأطراف الأخرى في المعارضة من أعضاء اللجنة، إلى جانب الاهتمام بنزع السلاح، تؤمن بأنه يجب إعطاء الحريات والقوانين والحقوق والمساواة نفس أهمية المسائل الأمنية والعسكرية".
وتحدث بولنت كايا أيضاً عن أن أحد المواضيع الحساسة والمهمة في عمل اللجنة، التعديلات القانونية اللازمة وبعض التغييرات الإدارية والمواضيع المختلفة الأخرى لحل المشاكل المعقدة وإيجاد الحلول المناسبة للأسباب الجذرية لنشوء المشاكل والعنف.
وفقاً لكايا، اضطرت السلطة في البرلمان وبدون اللجوء إلى الأغلبية والأقلية، أن تحاول حل المشاكل بالتفاوض والحوار، وهذا يمثل فرصة لحل مشاكل المستقبل بطريقة متعددة الأبعاد.
وكشف كايا أن الدولة وإمرالي (عبد الله أوجلان) حتى الآن في تفاوض وحوار مباشر لكي تسير عملية نزع السلاح بطريقة منظمة وتنفيذ الخطة المرسومة بمراحل من قبل حزب العمال الكوردستاني.
وفقاً لبرلماني حزب سعادت، في جبهة سوريا أيضاً يجري العمل بجدية لكي تؤخذ الخطوط الحمراء للدولة التركية بعين الاعتبار وتبدد مخاوفها هناك. هذه المواضيع تصل جاهزة إلى اللجنة في وقت لاحق، ومن هناك يجري العمل عليها قانونياً وسياسياً وإدارياً ونفسياً.
واقترح بولنت كايا أن تتخذ السلطة بعض الخطوات العملية الأخرى، مثل إنهاء موضوع الوصاية وإعادة البلديات، لـ"بناء نية حسنة وأرضية يعتد بها للخطوة الأكبر بكثير".
أوغوز كان صالجي – برلماني من حزب الشعب الجمهوري (CHP)

البرلماني من حزب الشعب الجمهوري (CHP) عن إسطنبول، أوغوز كان صالجي، قال إن المسألة الكوردية أصبحت الآن سياسة الدولة.
صالجي من حزب الشعب الجمهوري الذي شارك كضيف في جلسة الحوار، أعلن في بداية حديثه أنهم يأتون إلى أربيل للمرة الثالثة وفي كل مرة يشهدون تقدم المدينة وقال: "الشرق الأوسط أيضاً يتغير. كما تتغير أربيل، يتغير الشرق الأوسط أيضاً. لأن العالم يتغير. لهذا السبب، يجب أن تستطيع تركيا التنسيق مع تغييرات الشرق الأوسط والعالم".
صالجي، ذكّر بعملية الحل في الفترة (2013 – 2015) وأكد أن الإحصائيات التي تقول إن حزب الشعب الجمهوري كان ضد هذه العملية خطأ، وأضاف: "حزب الشعب الجمهوري لم يكن ضد العملية. حزب الشعب الجمهوري آمن بالعملية. رئيسنا العام في ذلك الوقت السيد كليجدار أوغلو قال: مؤمنون بهذه العملية حتى لو كان هذا سيؤدي إلى إنهاء مسيرتي السياسية. نحن نريد أن تكضي هذه العملية إلى الأمام".
صالجي لفت إلى أن عملية الحل الحالية مختلفة، وقال: "الضامن كان حزب العدالة والتنمية. لم تكن هناك مشكلة مثل تأكيد أي شخص". لكن السيد صالجي لفت إلى وجود لجنة أوسع تأخذ جميع الأحزاب السياسية مكاناً لها فيها باستثناء حزب جنوب كوردستان. صالجي تحدث عن أن هذه المرة ليس فقط الحزب الحاكم يقود العملية، بل حزب الحركة القومية (MHP) أيضاً يدعمها وأنهم سمعوا من صناع القرار الحكوميين أن العملية هي "سياسة الدولة".
وتحدث أوغوز صالجي عن سياسة الدولة بهذه الكلمات: "سياسة الدولة تعتقد أنه يجب حل المسألة، حتى لو انتقلت فترة السلطة". وأشار صالجي إلى مشكلة قبرص وعضوية الاتحاد الأوروبي كمثال على سياسة الدولة واجتماعات الجيش الجمهوري الإيرلندي التي بدأت في فترة جون ميجر في إنكلترا وانتهت في فترة توني بلير في سلطة حزب العمال، كدليل. صالجي أعلن أنهم في حزب الشعب الجمهوري يدعمون إكمال العملية بطريقة سلمية.
أوغوز صالجي تحدث عن مسألة الدستور أيضاً وذكر أن الدستور ليس من مواضيع اللجنة بعد، لكنه يخطط ويخلق إطاراً لحل المسألة، وأكد أن مناقشات القانون والدستور ستُجرى لاحقاً في البرلمان التركي.
صالجي، تحدث أيضاً عن الوضع الأمني في المنطقة ولفت النظر إلى الأحداث المهمة مثل حرب إسرائيل - غزة، تطورات لبنان، تغيير النظام في سوريا وحرب إيران - إسرائيل في السنة والنصف الماضية.
قال صالجي: "اتجاه تغيير الحدود ماض" وأعلن أنه في بيئة كهذه جهود تركيا لترسيخ أمنها وحل المشكلة من خلال تدخل السكان الكورد خارج تركيا "معبر وصحيح"، وبينما اعترف بأن المسألة ليست أمنية فقط بل مسألة سلام اجتماعي في الأساس، تحدث عن أن السنوات الأخيرة أكدت مدى أهمية الأمن. أوغوز كان صالجي قال "إن تحسن العملية في سوريا (اجتماعات قوات سوريا الديمقراطية ودمشق) من المحتمل أن يؤثر بطريقة إيجابية على العملية في تركيا".
جنكيز جاندار - نائب حزب المساواة وديمقراطية الشعوب (دام بارتي)
الصحفي والكاتب وبرلماني حزب المساواة وديمقراطية الشعوب (دام بارتي) عن آمد، جنكيز جاندار، كان أحد المشاركين في المؤتمر والجلسة الحوارية أعلن أن فرص السلام في التاريخ ضاعت عدة مرات وأكد أنه لن تُحل المسألة الكوردية ما لم توضع الديمقراطية في المقدمة.
وفي الجلسة الحوارية، أشار جنكيز جاندار إلى أن المسألة الكوردية القديمة أعادت للأذهان ذكرى مع الرئيس التركي السابق تورغوت أوزال، وقال إن "أوزال كلّفه بعد حرب الخليج 1991، بتصحيح العلاقات مع القادة الكورد".
وذكر جنكيز جاندار أن الاجتماعات في لندن مع جلال طالباني ومحسن دزييي ولطيف رشيد، كانت خطوة مهمة لكسر تابو تاريخي وكشف عن أن جلال طالباني اجتمع في (16 آذار 1993) مع عبد الله أوجلان وشهد على أول وقف إطلاق نار.
قال جاندار: "عندما ننظر إلى رسائل عبد الله أوجلان في 1993، نرى أن عدة فرص للسلام ضاعت". وفقاً لجاندار، في 32 عاماً الماضية كان السبب الأساس لفشل جهود السلام "عدم وجود الإرادة" ولم تكن إرادة الحل موجودة لدى تركيا.
البرلماني من حزب المساواة والشعوب الديمقراطية (دام بارتي) تحدث عن اجتماعات أوسلو وعملية الحل (2013 – 2015) وقال إنها أيضاً لم تنجح لنفس السبب. جنكيز جاندار أشار إلى أنه في الوضع الحالي للحل "هناك إرادة غير ثابتة"، وقيّم دعوة عبد الله أوجلان لإلقاء السلاح كـ"إعلان إرادة قوية جداً" وقال: "عبد الله أوجلان جعل السلاح يُلقى". جاندار أطرى أيضاً على قيادة دولت باخجلي لهذه العملية كشيء ثمين جداً. السياسي جاندار لفت إلى نقطة مهمة وأشار إلى أن هذه العملية ليست حل المسألة الكوردية بل فتح أبواب الحل، ومضى جاندار إلى القول: "نحن نتحدث عن إنهاء أكبر انتفاضة في تاريخ كورد تركيا، وليس حل المسألة الكوردية".
ملا بختيار - سياسي وعضو سابق في المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكوردستاني

يرى ملا بختيار أن تحقيق السلام في تركيا عملية "صعبة"، ويعزو السبب في ذلك إلى أن "تركيا عبر التاريخ كان لديها فهم خاطئ تجاه القضية الكوردية والديمقراطية".
وبحسب هذا السياسي الكوردي، "عندما تهيمن عقلية غير ديمقراطية على السلطة، فإنها تخلق وراءها رأياً عاماً غير ديمقراطي. إن إنشاء بديل ديمقراطي لهذا الرأي العام أمر صعب".
وأشار ملا بختيار إلى إلقاء السلاح في 11 تموز من هذا العام لثلاثين مقاتلاً من حزب العمال الكوردستاني في كهف جاسنه في السليمانية وقال: "لماذا لا يسألون عن سبب حمل السلاح؟ أعتقد أنه في الشرق الأوسط لا توجد أمة تريد السلام والحرية كما يريدهما الكورد".
وقال هذا السياسي الكوردي: "إذا بحثت تركيا وجميع دول المنطقة في أسباب حمل الكورد للسلاح، فسيعرفون أنه إذا أُعطيت الحرية وحق تقرير المصير لأي أمة، فإنها لن تلجأ إلى السلاح".
ويقول ملا بختيار أنه في عهد الحرب الباردة التي كانت بين قوى الغرب والشرق، "تعرض الكورد في جميع الأجزاء الأربعة من كوردستان لأكبر الكوارث. في الحرب الباردة تعرضت الديمقراطية في الشرق الأوسط لأكبر الأضرار".
وأشار هذا السياسي الكوردي إلى أن الوضع الحالي للكورد والأزمات والتعقيدات في الشرق الأوسط ستشهد تغييرات، "لأن ستراتيجية الغرب وأمريكا في عصر العولمة تحتاج إلى تغيير التصميم الحالي للمنطقة. طالما استمر هذا الاضطراب، فإن المنطقة لن ترى الاستقرار وسيكون الاقتصاد العالمي في خطر".
بدأت عملية الحل الجديدة في الأول من تشرين الأول الماضي بمبادرة من رئيس حزب الحركة القومية، دولت باخجلي، وبعدها طلب عبد الله أوجلان في 27 شباط من هذا العام من حزب العمال الكوردستاني عقد مؤتمر ووضع السلاح.
وتحدث ملا بختيار عن دور إقليم كوردستان في تقدم عملية الحل وقال: "مصلحتنا في سلام محيطنا، لأننا بسبب تلك النضالات التحررية التي كانت في شمال وغرب وشرق كوردستان، كنا دائماً تحت ضغط إيران وتركيا وسوريا".
وعن ستراتيجية إقليم كوردستان تجاه العلاقات الإقليمية قال هذا السياسي الكوردي: "عكس ما مارسوه من ضغوط علينا، اتخذنا سياسة منطقية جداً تجاه جميع دول المنطقة. لدينا أفضل العلاقات التجارية مع تركيا وإيران ومع سوريا أيضاً لم ندِن أنفسنا في هذا الصدد".
وأشار ملا بختيار إلى تأسيس الجمهورية التركية في 1923 وقال: "ليت 25% من الأهداف الديمقراطية في وقت تأسيس الجمهورية تم تنفيذها، لكن بالعكس أصبح جزءاً من خطة إلغاء معاهدة سيفر وفرض معاهدة لوزان. لمدة 100 عام كاملة تخسر تركيا بسبب حرب كوردستان وتتكبد خسائر كبيرة".
وبحسب هذا السياسي الكوردي، هناك رغبة في حل القضية الكوردية في تركيا، "لكن لا توجد إرادة ديمقراطية بعد. الديمقراطية عملية تاريخية واقتصادية وسياسية واجتماعية وأيديولوجية. إذا لم تكن الديمقراطية منهجية ولم تُدرج في الدستور، فإنها لن تأتي من خلال المفاوضات ووضع السلاح فقط".
وقال ملا بختيار إن من مصلحة تركيا أن تحل قضية الكورد في أسرع وقت ممكن وأضاف: "نحن أيضاً كإقليم كوردستان وجميع الأحزاب الكوردستانية رغم جميع الاختلافات، من مصلحتنا أن تُنهى القضية بديمقراطية حقيقية حتى لو كان ذلك بمراحل".
يقول هذا السياسي الكوردي إن عهد النضال المسلح انتهى بعد انتهاء الحرب الباردة و"بعد الحرب لم تحقق أي من النضالات المسلحة في أجزاء كوردستان أهدافها الستراتيجية".
روج غيراسون - المدير العام لمركز دراسات (راوست) التركي
في نفس الندوة الحوارية عرض المدير العام لمركز دراسات (راوست) التركي، روج غيراسون، بعض الإحصائيات الخاصة بدعم الرأي العام التركي وشمال كوردستان لعملية الحل.
وبحسب روج غيراسون، عملية الحل الجديدة لها مختلفة عن العمليات السابقة وقال: "هذا الاختلاف يظهر إلى حد ما في الرأي العام والمجتمع".
وقال المدير العام لمركز دراسات (راوست) إنه عندما بدأت العملية في الأول من تشرين الأول، "الرأي العام الكوردي مثل الرأي العام التركي كان مذهولاً، لأنه في السنوات العشر الماضية أصبحت السياسة الأمنية السياسة الرئيسة للدولة في التعامل مع القضية الكوردية".
يقول روج غيراسون: "في البداية، دعم حوالي 50% إلى 60% من الرأي العام الكوردي العملية وكان لديه أمل. يمكننا القول إنه منذ ذلك اليوم، كان دعم الأطراف الكوردية وأغلبية الشعب الكوردي كبيراً، لكن بسبب عدم وضوح العملية لم يزيدوا من أملهم في نجاح العملية".
وقال المدير العام لمركز دراسات (راوست): "الكورد في المدن الكوردية متعبون ويريدون أن تصل عملية الحل إلى نتيجة. التعب ظاهر عليهم أكثر من الأمل".
وأعلن روج غيراسون أن بياناتهم وأبحاثهم، بخصوص الرأي العام التركي حول عملية الحل تشير إلى أنه "في البداية كان الدعم قليلاً، لكن (بعد إلقاء المجموعة الأولى من المقاتلين للسلاح)، يزداد الدعم يوماً بعد يوم".
يتحدث المدير العام لمركز دراسات (راوست) عن أنه على العكس من الدعم الكبير من الرأي العام التركي للعملية، فإن الثقة في النجاح قليلة.
أعلن روج غيراسون: "مؤيدو الحكومة وحزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية لا يؤمنون بأن حزب العمال الكوردستاني سيضع السلاح. كذلك مؤيدو المعارضة يرون أن عملية الحل دعاية انتخابية".
واستشهد يقول أحد المواطنين: "الكورد أيضاً لديهم ثقة قليلة في أن تُعطى لهم الحقوق الديمقراطية والمشروعة في الوضع الحالي لتركيا".
وبحسب روج غيراسون، مقارنة بالماضي، الرأي العام الكوردي والأطراف السياسية الكوردستانية أكثر استعداداً لعملية الحل و"باستثناء الأحزاب العنصرية المهمشة، لا يقف أحد في تركيا ضد العملية".
بايرام بوزيل - رئيس الحزب الاشتراكي الكوردستاني (باساك)
رئيس الحزب الاشتراكي الكوردستاني (باساك)، بايرام بوزيل، كان أحد المشاركين في الندوة ورأى في التغييرات في الشرق الأوسط سبباً لإحياء عملية الحل.
أشار بايرام بوزيل إلى إلقاء حزب العمال الكوردستاني للسلاح وقال: "نحن نراها خطوة جيدة، جميع الكورد سعداء بها، خاصة في جنوب كوردستان، لأن عبء الحرب الأكبر كان على هذه المنطقة".
يقول رئيس الحزب الاشتراكي الكوردستاني (باساك) أن إلقاء حزب العمال الكوردستاني للسلاح بالإضافة لكونه قضية داخلية تركية، له بعد إقليمي و"عندما كان حزب العمال الكوردستاني يحارب، كان له تأثير على جميع الأجزاء الأربعة من كوردستان. الآن أيضاً إذا وضع السلاح، فسيكون له تأثير إيجابي".
بعد التذكير بإلقاء 30 مقاتلاً من حزب العمال الكوردستاني للسلاح، قال بايرام بوزيل: "يجب على تركيا اتخاذ الخطوة المقبلة وتهيئة الأرضية لتقدم العملية".
تم تشكيل لجنة باسم (الدعم الوطني والأخوة والديمقراطية) في البرلمان التركي لإدارة الأعمال المتعلقة بعملية الحل وتقديم اقتراحات قانونية، ويعدّ رئيس الحزب الاشتراكي الكوردستاني (باساك) تشكيل اللجنة خطوة جيدة.
في نفس الوقت، لديه ملاحظة على طريقة عمل اللجنة ويقول: "هناك غموض في إدارة العملية والناس أصبحوا في حيرة، يجب أن تدار العملية في إطار إعداد دستور جديد ويجب التمييز بين القضية الكوردية وقضية حزب العمال الكوردستاني، لأن القضية ليست حزب العمال الكوردستاني فقط".
قال بايرام بوزيل أنه يجب على لجنة البرلمان لعملية الحل أن تأخذ آراء الأحزاب الكوردية خارج البرلمان والمثقفين والشخصيات السياسية حول عملية الحل.