في الفترة من 14 إلى 16 تموز 2025، استهدفت الحقول النفطية في محافظتي أربيل ودهوك بطائرات مسيرة مفخخة، ورغم إدانات أمريكا والعراق ومطالب إقليم كوردستان بوقفها فإن قصف الطائرات المسيرة للمناطق المختلفة في هاتين المحافظتين ما زال مستمراً حتى الآن وفي تزايد يومي.
لذا توقف أكثر من ثلثي إنتاج النفط في إقليم كوردستان، وتشير الشركات ووزارة الثروات الطبيعية إلى أضرار كبيرة في البنية التحتية لإنتاج النفط في إقليم كوردستان، مما كان له تأثير مباشر على السوق، حيث أصبح كل طن من المنتجات النفطية (17 تموز 2025) أغلى بحوالي 30 إلى 40 دولاراً، ومن المرجح أن تستمر الأسعار في الارتفاع أكثر إذا استمر الوضع الحالي.
كما انخفض إجمالي إنتاج النفط في إقليم كوردستان ووصل يومياً إلى 101680 برميلاً في اليوم، وهو أدنى مستوى لإنتاج النفط في حقول النفط في إقليم كوردستان منذ الربع الثاني من العام 2015.
قبل الهجمات بالمسيرات، كان مستوى إنتاج النفط من 12 حقل نفط وغاز في إقليم كوردستان 328 ألف برميل، منها 15819 برميلاً من غاز الكوندنسات في كورمور. الآن انخفض مستوى إنتاج النفط بما في ذلك إنتاج دانة غاز إلى 101680 برميل نفط.
الرسم البياني الأول: إجمالي إنتاج النفط في إقليم كوردستان قبل وبعد المسيرات في عام 2025
المصدر: تقرير شركات النفط الدولية العاملة في إقليم كوردستان IOC، 17 تموز 2025
هذه الهجمات سيكون لها تأثير كبير جداً على قصة النفط والغاز في إقليم كوردستان، لأن هذه الهجمات تأتي في حين توقفت أعمال التطوير والاستثمارات الجديدة للشركات النفطية الدولية في إقليم كوردستان منذ آذار 2023. لكن الآن، هذه الهجمات تستهدف البنية التحتية للشركات وقد تتسبب في انخفاض الإنتاج ووصوله إلى الصفر من قبل الشركات الدولية في أربيل ودهوك. وفقاً للتطورات المستقبلية، إذا استهدف حقل خورمالة النفطي بالمسيرات، فإن مستوى الإنتاج سيقترب من الصفر في كامل إقليم كوردستان العراق.
كذلك، الهدف وراء هذه الهجمات معقد ومتنوع. كان هدفها الرئيس البنية التحتية لصناعة النفط في إقليم كوردستان، وإظهار القدرة التقنية العالية للمهاجمين وقدرتهم على ضرب أي مكان وفي أي وقت دون اعتبار للعواقب. هذه الهجمات قد تسبب تأخيراً أو تعقيداً في اتفاق أربيل وبغداد حول مسألة النفط، حيث ربطت بغداد الرواتب بهذه المسألة، ورغم كل هذا، ترسل رسائل مختلفة للأطراف المختلفة.
هناك نقطة أخرى، وهي أن حقول النفط والغاز في إقليم كوردستان لا تمتلك حتى الآن أنظمة الحماية اللازمة؛ لذلك كانت لهذه الهجمات عواقب اقتصادية كبيرة وألحقت أضراراً كثيرة بالبنية التحتية لهذه الصناعة، حتى أن حقل شيخان النفطي الذي تديره شركة غيلف كيستون البريطانية قرر إيقاف إنتاج النفط بسبب المخاطر، رغم أنه لم يستهدف حتى الآن.
في الواقع، لن يقتصر الضرر الناجم عن انخفاض مستوى إنتاج النفط بنسبة 70% بالشركات النفطية وإيرادات إقليم كوردستان من هذا القطاع فقط، بل يؤثر مباشرة على المصافي النفطية وأسعار المنتجات النفطية وخاصة البنزين في الأيام القادمة، إذا لم يتم العثور على حل سريع.
حالياً، باستثناء حقلي خورمالة وسرقلا النفطيين، توقف إنتاج النفط في جميع الحقول النفطية الأخرى في إقليم كوردستان، وليس من الواضح متى ستستأنف الشركات إنتاج النفط كما يبدو في الرسم البياني أدناه.
الرسم البياني الثاني: إنتاج النفط في إقليم كوردستان قبل وبعد المسيرات في عام 2025 حسب الحقول