تحليل

اسباب زيادة تحركات داعش مرة اخرى

08-08-2022


مقدمة

في السنوات الأخيرة, تصاعدت أنشطة داعش في العراق وهذا الأمر جذب الأنتباه مرة أخرى على التنظيم الأرهابي. رغم إعلان العراق في 9 من كانون الأول عام 2017 طرد تنظيم “داعش” وفرض سيطرته على كامل أراضي البلاد بما في ذلك الشريط الحدودي مع سوريا, إلا أن الخلايا النائمة للتنظيم لم تنتهي قط وتمكن التنظيم الأرهابي فيما بعد بالقيام بالعديد من العمليات الملفتة للنظر في كل من إقليم كوردستان والعراق وسوريا.

إعادة نشاطية داعش

في الواقع, لم يتمكن العراق بعد من القضاء على داعش. منذ إعلان بغداد نصرها على التنظيم الإرهابي, نفذ التنظيم أكثر من 3000 عملية, معظمها كانت عمليات نوعية واستراتيجية! في شهر تموز المنجلي فقط, نفذ التنظيم 26 عملية في العراق. ثمانية منها في شمال بغداد وأربعة في الموصل وخمسة في ديالى وخمسة في كركوك وثلاثة في صلاح الدين وواحدة في بابل.

رأى داعش في الأنغلاق السياسي في العراق فرصة لإعادة تنشيط نفسه. ومن خلال عملياته, يهدف التنظيم الأرهابي أن يثبت لجماهيره أنه لا يزال نشطًا ويمتلك الأمكانيات والقدرات. وهذا ما سيساعد داعش على إظهار قدراته والترويج لهذه القدرات من خلال وسائل الإعلام. حيث تمكن داعش خلال العام الماضي أن يكثف هجماته على  المناطق ما بين المثلث الواقع بين جنوب كركوك وصلاح الدين وديالى.

داعش مقارنة بالاعوام الماضية

في السابق كانت عمليات داعش تتم على مستوى جميع أنحاء البلاد. لكن الان تنقسم عملياتها الآن على “الولايات” والتي تتشكل من كلً من ولاية الموصل والأنبار وصلاح الدين وولاية دجلة. وقد أدى هذا إلى جعل عمليات داعش لا مركزيًا. على سبيل المثال, يقوم الوالي أو الإرهابي بنفسه الآن بتحديد المنطقة والطريقة وتوقيت هجماته. لكن في الماضي, كان عملهم أكثر مركزية وكان لابد من الحصول على موافقة الوالي أولاً. ومن الممكن أن تجري العمليات الآن دون الحصول على موافقة الوالي, مما أدى إلى ظهور توسع واضح في عمليات داعش في الآونة الأخيرة. داعش الآن غير قادر على احتلال قرية أو منطقة أو محافظة, لكنه لا يزال قادرًا على القيام بعمليات واسعة النطاق ومهاجمة الشرطة الاتحادية العراقية. حيث كان هجومهم الأخير على الشرطة الاتحادية في منطقة المطيبيجة شرق محافظة صلاح الدين والتي أسفرت عن مقتل 6 من الشرطة وأصابة أخرين. حتى الآن, لم يتم أستهداف قيادات التنظيم الأرهابي وأنما تم استهداف الأمراء فقظ. داخل التنظيم لا يؤثر مقتل الأمير على عمل التنظيم, وذلك لأنه قبل دفن الأمير المقتول سيتم تعيين أمير آخر ليحل محله.

ما هي تكتيكات داعش الجديدة؟

بعد فقدان الموارد البشرية والإمدادات العسكرية, عاد داعش الى مكانته الأولية وقت تأسيسه. أدى ذلك إلى تغيير داعش لطريقتها في القيام بالعمليات. وهي تركز الآن على الاغتيالات وتفجير الطرق والمركبات وعمليات القنص والهجمات على نقاط التفتيش المتباعدة ونصب نقاط تفتيش وهمية على الطرق مابين المدن وإطلاق قذائف الهاون بشكل غير مباشر. سيؤدي هذا النهج اللامركزي والمحلي إلى زيادة هجمات داعش على العراق وإقليم كوردستان. وهذا كما أشار اليه رئيس حكومة إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني, أنها تتطلب “مزيدًا من التنسيق بين الجيش العراقي والبيشمركة وأستمرار دعم قوات التحالف الدولي” لمواجهة هذه المخاطر.

الأنغلاق السياسي وتحركات داعش

المؤسسة العسكرية العراقية بجميع أصنافها بما في ذلك الشرطة الاتحادية خاضعة لسيطرة الأحزاب والسياسين. لا توجد أي مؤسسة أمنية في العراق تأخذ أوامر من طرف واحد فقط. ينعكس عمل المؤسسات العسكرية العراقية على التفاهم مابين القوى السياسية في العراق. إضافة إلى ذلك, هناك عدة قوى أخرى تتلقى أوامر من خارج العراق أيضاً. لذلك, المؤسسات العسكرية في العراق هي تحت نفس التأثير الموجود على الأحزاب والشخصيات السياسية. أي انقسام أو صراع سياسي سيكون له تأثير كامل على عمل المؤسسات العسكرية العراقية. بالإضافة إلى ذلك, المؤسسات العسكرية العراقية منشغلة الان بمهام أخرى يمكن أن تصرف انتباهها عن حربها ضد داعش. امثلة عن تلك الواجبات الحالية هية حماية المؤسسات والمتظاهرين ومواجهة المليشيات.

النهاية

سيكون لإعادة فعالية داعش في العراق تأثير قوي ومباشر على استقرار البلاد وأمنها. وبالتالي هذه المخاطر الأمنية ستعيق استمرار المشاريع الاستثمارية في العراق وإقليم كوردستان في المستقبل. تسبب نشاط داعش مرة أخرى بهلع بين العراقين وأصبح مصدر خوف على حياتهم اليومية مرة أخرى.

Share this Post

تحليل