RRC |
فواز الطيب|
كان لكلمة نيجرفان بارزاني في مؤتمر ( العراق مصير مأساوي ) بمناسبة الذكرى المئوية لتأسيس الدولة العراقية الذي نظمه مركز دراسات رووداو بالإشتراك مع المركز الفرنسي للبحوث حول العراق والسفارة الفرنسية في بغداد ومجلة كونفليوانس ، يوم 25 9-2021 في مدينة أربيل صدى كبير بين الحضور ومن تابع المؤتمر .
دعوة ورسالة مهمة للمراجعة الحقيقية جاء فيها ” من أقليم كردستان في العراق الفدرالي هي رسالة السلام ، السلام والوئام والتعايش المشترك، دعوة الى كافة الأطراف العراقية أن نتعظ جميعا من دروس الماضي وبرؤية وفهم وفكر منفتح جديد مشترك عصري ننظر الى مشاكل البلد وحلولها وان نقوم بمعالجتها ، التجربة اثبتت ان الشعارات لوحدها لاتحل اي مشكلة ،علينا أن ننظر إلى المشاكل بواقعية وقراءة صحيحة وحلها .
رسالتنا في إقليم كردستان تتكون من جمع كافة القوى ولعقد جديد ومرحلة جديدة للعراق من أجل تقديم خدمات أكثر وتأمين حياة تليق بالمواطنين ، مشروع حل الجميع فيه رابح ويجلب معه السلم والإستقرار ، يحتاج للجميع وبالتأكيد لا أحد في هذا المشروع زائد في العراق الجديد يجب أن يتوفر الإطمئنان والثقة من أجل الحلول .
يجب على كل منا أن يخطو خطوة أكثر نحو الآخر وأن نعيد بناء الإطمئنان والثقة لتشعر المكونات كافة بالأمن والسعادة ، أغلبية وأقلية ، كرداً وعرباً ، تركماناً واشوراً وسرياناً وكلداناً وأرمناً ، مسلمين ومسيحيين شيعة وسنة يزدياً وصابئة وجميع الأديان في العراق لنعيد الثقة والأستقرار والأمن .
العراق يعني بلد المكونات ، تشكل منذ نشأة ثلاث ولايات الموصل وبغداد والبصرة ، هذه الولايات الثلاث كانوا مختلفين عن بعضهم بحكم موقعهم الجغرافي ومكونات ثقافتهم الكرد في الشمال والسنة في الوسط والشيعة في الجنوب ومع هؤلاء كان هناك العديد من المكونات الدينية والعرقية في العراق .
العراق بلد متعدد الأديان والأعراق حسب وجهة نظري فإن المشكلة في العراق كما في أي بلد متعدد الأعراق والمذاهب تكمن في الصراع على السلطة ، ظاهرة طبيعية أن تكون للأطراف السياسية في بلد مثل هذا وجهات نظر وآراء مختلفة ولكن تصبح هذه مشكلة عندما يريد طرفاً أن يفرض وجهة نظره على كافة الأطراف الأخرى ، أو أن يلجأ لحسم المشاكل بإستخدام القوة أو العقوبات ، بالضبط كما يحصل في العراق دائماً .
أيها السادة منذ بداية تأسيس العراق كدولة سنة1921 م ، في بغداد فإن عقلية القوى الحاكمة والتي أدت إلى خلق كل هذه الكوارث والمآسي على هذا البلد العراق ، الغني جداً بالموارد الطبيعية ، الغني بالثروة البشرية ، الغني بالمكونات العرقية والدينية والثقافة المتعددة ، ويملك موقعاً جغرافياً إستراتيجياً ، ولولا هذه العقلية لكان إحدى الدول القوية في المنطقة ” .
رسالة ودعوة صريحة لكل العقلاء من خلال المبادئ التي أعلنها السيد نيجرفان بارزاني ، لنبذ عقلية فرض الإرادات بالقوة ، وإعادة تنظيم الوضع الاتحادي العراقي ، وهي دعوة رصينة تصلح أن تكون قاعدة لحوار عراقي ، لحل مشاكل البلد وإيجاد معالجات واقعية ، وصياغة عقد جديد ومرحلة جديدة للعراق ، فالبارزاني خطى الخطوة الأولى فمن يخطو الخطوة الثانية بالمقابل ؟ .