هل سيصدر العراق نفط اقليم كوردستان عبر ميناء جيهان؟
17-11-2024
المقدمة
خلال الأيام الماضية رفعت الحكومة العراقية تكاليف إنتاج ونقل نفط اقليم كوردستان من 6 الى 16 دولار بهدف تصدير النفط من خلال سومو مما يعتبر تطورا في ملف النفط العالق بين الحكومتين.
من المقرر ان تعقد منظمة اوبك بلص اليوم الأول من الشهر المقبل إجتماعا حول انتاج النفط وعرضه عام 2025، بالرغم من تصريحات المنظمة اليوم الثالث من الشهر الجاري بأن 8 دول من اعضاء اوبك بلص ومنها العراق ستخفض نسبة الانتاج الى 2.2 مليون برميل يوميا بشكل تطوعي لحين نهاية العام، إلا ان العراق لايزال ينتج اكثر من الكمية المحددة له والتي هي 4 ملايين برميل في اليوم.
خلال النصف الثاني من هذه السنة مجموع انتاج العراق الذي فاق الكمية التي حددتها اوبك بلص وصل الى مليون و 184 الف برميل، واذا التزم العراق بتلك الإتفاقية فيجب ان يقلل الكمية من الآن برميل حتى بداية ربيع المقبل الى 90 الف برميل يوميا.
هناك نقطتان مثيرتان للإهتمام، الأولى هي ان هل الشركات الدولية النفطية التي تعمل في كوردستان مستعدة لكي تسلم النفط المنتج مقابل ذلك الأجر؟ ثانياً كيف سيمكن للعراق ان يصدر نفط كوردستان في حين ان حكومته تصدر الآن اكثر من الكمية المحددة لها؟
كم هو انتاج النفط في اقليم كوردستان؟
اعلنت شركة دي ان او يوم 7 تشرين الثاني 2024 في تقريرها للربع الثالث لهذا العام والتي تعمل في حقول التاوكي وفيشخابور وبعشيقة في إقليم كوردستان، ان الناتج اليومي للنفط في إقليم كوردستان وصل الى 84 الف و 212 برميل، منها 63 الف و 200 برميل للشركات التي تعمل في تلك الحقول.
وتقوم شركات عالمية أخرى مثل( HKN وGulf Keystone وGenel Energy وDana Gas وGazprom وShamaran وForza ) بإنتاج النفط في أجزاء مختلفة من إقليم كوردستان من زاخو إلى كرميان، إلى جانب كار في حقل نفط خورمالة.
وفي الشهر الماضي، قال القائم بأعمال وزير الموارد الطبيعية في مؤتمر للطاقة في اسطنبول إن إقليم كوردستان خفض إنتاجه من النفط إلى النصف منذ 2 سبتمبر 2024 وينتج الآن 140 ألف برميل يوميا.
ولم تنشر شركة ديلويت تقريرا عن إنتاج النفط والإنفاق والإيرادات في إقليم كوردستان منذ قرار باريس، لكن يمكن الاطلاع على تقارير الشركات التي تمثل ثلثي إنتاج النفط في إقليم كوردستان بعد تلقي تقرير الربع الثالث.
وبحسب تقرير الربع الثالث لـ DNO ارتفع مستوى انتاج النفط في اقليم كوردستان في الاشهر الثلاثة (7-8-9) واستكمل بناء ثلاثة آبار جديدة ساهمت في زيادة انتاج النفط في الاشهر الثلاثة والتي ساهمت بإنتاج 7 آلاف و 800 برميل نفط. كما تشير DNO إلى توقف الاستثمارات الجديدة وحفر آبار جديدة في إقليم كوردستان رغم بدأ المفاوضات مع حكومة إقليم كردستان لاستلام أجورها في 2022-2023.
لكن لم يصدر اي اعلان رسمي من قبل الشركات العالمية في اقليم كوردستان عن تخفيض انتاج النفط في الحقول التي تعمل بها، مما يشير الى انها ستواصل العمل في النصف الاول من العام الحالي وسبق لها العمل وانتاج النفط، ويشير ذلك إلى أنهم سيستمرون في إنتاج النفط بنفس آلية إنتاج النصف الأول من هذا العام. على سبيل المثال، أنتجت شركة جلف كيستون 39,252 برميلًا يوميًا من حقل شيخان، وأنتجت شركتا شاماران وإتش كيه إن 54,800 برميل يوميًا من حقلي سرسنك وأتروش، وأنتجت دانة غاز 5,273 برميلًا يوميًا من حقل كورمور، وأنتجت فورزا 6500 الف برميل يوميًا من حقل كورمور وأربيل. وتوقف انتاج شركات اخرى مثل Genel Energy توقف عملها في حقل طقطق وقرداغ ، شركة غازبروم تنتج يوميا 12.500 برميل من النفط في حقلي سرقلة وحصيرة، بينما تنتج خورمالة 80.000 برميل يومياً للتصفية المحلية.
مستوى إنتاج وتصدير نفط العراق وانتهاء اوبك والتزامها
وخفض العراق إنتاجه وصادراته من النفط في الشهرين الماضيين لتحقيق أهداف أوبك وأوبك بلص، إلا أن الإنتاج لم يصل بعد إلى الهدف ولم يعوض كمية الإنتاج الزائد هذا العام الذي يجب عليه القيام به شهريا.
وبحسب وزارة النفط، فقد فشل العراق في الوصول إلى 4 ملايين برميل من النفط يومياً خلال الأشهر العشرة الماضية. خلال هذه السنة كان العراق صاحب اكثر انتاج اكبر من الكمية المحددة له بين دول اوبك واوبك بلص وذلك على الرغم من تقليل الإنتاج بنسبة 340 الف برميل من بداية هذا العام حتى نهايىة الشهر المقبل.
الرسم البياني(1) مستوى إنتاج وتصدير نفط العراق خلال العشرة اشهر الماضية
المصادر:وزارة النفط العراقية- شركة سومو،عراق اويل ريبورت، ايس بي كلوبال.
النهاية
مبادرة العراق بتشكيل لجنة تحديد تكلفة إنتاج ونقل النفط عند 16 دولاراً للبرميل إلى لجنة فنية مهنية وداخلية لمراجعة عملية إنتاج النفط في إقليم كوردستان حسب الحقول،وهو لا يزال قرارا، لأن طلب مجلس الوزراء يجب أن يحظى بموافقة البرلمان وان توافق الشركات العالمية في إقليم كوردستان، ولم يصدر حتى الآن أي بيان.
في الواقع، تحديد هذا المبلغ مقابل تكلفة إنتاج ونقل برميل النفط وتسليم النفط المنتج إلى سومو ليس سوى جانب واحد من القصة، لأنه في التقرير الأول الجديد، تشير DNO إلى مناقشات حول كيفية استرداد أجورهم (قروض الشركة) من حكومة إقليم كوردستان مقابل عملهم في الماضي، كما أشارت جمعية ابيكور إلى ديون شركات النفط البالغة مليار دولار لحكومة إقليم كوردستان، وهي ليست عقبة سهلة الحل.
كما أن مبادرة بغداد قد تنبع من أن تكلفة إنتاج برميل النفط في إقليم كردستان ليست هي المبلغ المدرج في موازنة الثلاث سنوات وليست ما تطلبه الشركات في إقليم كوردستان من الإنتاج . وأخيرا، فإن إقليم كردستان لا ينتج الكمية المطلوبة في موازنة العراق لثلاث سنوات، بل أقل بكثير وأكثر من النصف تقريبا، ولكن للوصول إلى هذا المستوى والتصدير، يجب على العراق خفض كمية إنتاج النفط في وسط وجنوب البلاد،وبحسب وزارة النفط العراقية فإن التكلفة تتراوح بين 6 و8 دولارات. المشكلة ليست سهلة، لكن العراق لا يفكر فقط في الجانب الاقتصادي ولا يستجيب للأرقام، وإلا لما حدث الضرر الذي حدث في العام الماضي وسبعة أشهر للاقتصاد العراقي.