تحليل

كم من نفط إقليم كوردستان صدّرت سومو وكم كانت إيراداته؟

03-11-2025


في (27 أيلول 2025) أعيد فتح الأنبوب الناقل لنفط إقليم كوردستان إلى الأسواق الأوروبية والآسيوية والأمريكية، عبر ميناء جيهان التركي، وفي الشهر المنصرم وصل 188221 برميلاً من نفط حقول إقليم كوردستان إلى المشترين يومياً.

ووفقاً لبيانات شركة تسويق النفط العراقية (سومو) بلغت كمية النفط التي صدرها العراق في تشرين الأول، وهو ثلاثة أصناف: ثقيل البصرة وخفيف البصرة ونفط كركوك (يدرج نفط إقليم كوردستان في هذا التصنيف) 110650970 برميلاً.

شاركت حقول نفط إقليم كوردستان بـ5834864 برميلاً من مجموع صادرات العراق النفطية إلى الأسواق العالمية، وبهذا تكون نسبة نفط إقليم كوردستان المصدر هي 5% من مجموع النفط العراقي المصدّر.

أما عن الأسعار، فتشير مؤسسة المسح الاقتصادي في الشرق الأوسط (ميس MEES) يصدّر العراق أصناف النفط الثلاثة بأسعار أعلى وأدنى من السعر اليومي لنفط برنت وخام تكساس إلى أسواق آسيا وأوروبا وأمريكا. الصنف الذي يصدره العراق شهرياً أكثر من غيره هو نفط البصرة الثقيل الذي صدر منه الشهر المنصرم 66 مليون برميل، ثم يأتي نفط البصرة الخفيف الذي صدر منه 38 مليون برميل، ثم نفط إقليم كوردستان 5.8 مليون برميل.

ووفقاً لـ(ميس) يتم تصدير نفط كركوك عبر ميناء جيهان التركي إلى أسواق أوروبا وأمريكا، وأغلبه يذهب إلى الأسواق الأوروبية، وكان سعره في تشرين الأول 2025 أدنى من سعر برنت 2.9 دولار وأعلى من سعر خام تكساس 1.5 دولار. بهذا سيكون نفط إقليم كوردستان قد بيع في تشرين الأول بسعر 68.89 دولار للبرميل كمعدل في الأسواق الأوروبية، وبسعر 63.29 دولار في الأسواق الأمريكية، وكما موضح في الجدول أدناه.

الجدول رقم (1): سعر النفط العراقي المصدر حسب الصنف إلى أسواق آسيا وأوروبا وأمريكا في شهري أيلول وتشرين الأول 2025

المصدر: مجلة میس mees، 10 تشرين الأول 2025، العدد 41

في الحقيقة، ووفقاً للبيانات السابقة لإيقاف تصدير النفط وتصريحات المسؤولين في العراق وإقليم كوردستان، يذهب أغلب النفط المصدر عبر ميناء جيهان إلى الأسواق الأوروبية أكثر من ذهابه إلى الأسواق الأمريكية.

اقتربت إيرادات النفط المصدر في الشهر المنصرم من 401 مليون دولار، وبعد خصم 16 دولاراً كنفقات لإنتاج كل برميل للشركات المنتجة، يمكننا القول إن 308 ملايين دولار من إيرادات نفط إقليم كوردستان ذهب إلى الدولة الاتحادية.

أيضاً، وكما يتبين من الجدول في أدناه، شارك تصدير نفط إقليم كوردستان في زيادة كمية النفط المصدرة وبالتالي زيادة الإيرادات، وهذا إلى جانب تنويع مصادر تصدير النفط من العراق وإقليم كوردستان إلى الأسواق العالمية الذي يمكن الاستفادة منها مستقبلاً بدرجة أكبر وضم نفط كركوك إلى نفط إقليم كوردستان في الأسواق الأوروبية والذي هو أعلى سعراً من نفطي البصرة الخفيف والثقيل في كل الأسواق التي يصدر إليها.

الجدول رقم (2): كمية النفط المصدر وسعر البيع حسب الأسواق العالمية في شهري أيلول وتشرين الأول 2025

المصدر: سومو (2 تشرين الثاني 2025) تقرير صادرات النفط الشهرية

ملاحظة: المجموع الكلي لإيرادات النفط العراقي يضم تصدير النفط إلى الأسواق الآسيوية والأوروبية

هناك أيضاً حقيقة أن شركة (وود ماكينزي) التي كان مقرراً أن تجري مراجعة للعقود وتكلفة إنتاج البرميل الواحد من النفط في كل حقل من حقول إقليم كوردستان، لم تباشر بعد أعمالها حسب المعلومات المتوفرة لنا، والسبب الرئيس هو الافتقار إلى آلية أو طريقة للتعاقد على كيفية عملها، لأن الاتفاق ثلاثي الأطراف لم يحدد ذلك، والشركة الاستشارية تطلب المزيد من التفاصيل لتبدأ عملها.

ختاماً، يذهب نفط العراق وإقليم كوردستان إلى أسواق آسيا وأوروبا عموماً، ويبدو من البيانات الخاصة بشهر أيلول 2025 إلى أن مجموع الإيرادات كان 6.96 مليار دولار، وومن المتوقع أن يبلغ 7.3 مليار دولار في شهر تشرين الأول 2025، وهذه الزيادة تأتي بفضل نفط إقليم كوردستان.

السؤال الرئيس الآن هو: هل أن مشاركة إقليم كوردستان هذه بنحو نصف مليار دولار في الإيرادات الكلية العراقية من النفط، والذي يتوقع أن يزيد بزيادة الإنتاج، يستطيع أن يمدد فترة اتفاق تصدير النفط ليستمر العمل به في 2026، ويحل مشكلة تكاليف الإنتاج وديون الشركات العالمية، أم أن فترة ما بعد الانتخابات ستشهد البدء بجولة جديدة من المحادثات والاجتماعات.

Share this Post

تحليل