محمود بابان
في هذه الايام ستتجه انظار العالم اجمع نحو احد اكبر التجمعات للامم المتحدة والامارات للتأقلم وتحديد ميزانية لمنع زيادة الكوارث الطبيعية والتغيرات المناخية والتقليل من تأثير تلك التغيرات على الكرة الارضية يسمى هذا التجمع (كوب 28)، في الوقت ذاته الاسواق العالمية والنفط بالاخص في ترقب للاجتماعات المغلقة للاوبك والاوبك بلص.
كوب او مؤتمر الاطراف Conference of the Parties (COP) ينظم منذ التسعينيات في اليابان كان يسمى COP3 ومن المقرر ان يتم تنظيمه في الايام المقبلة في ابوظبي في الامارات.
بحسب البيانات، سيشارك في المؤتمر اكثر من 70 الف شخص من ضمنهم رؤساء ورؤساء وزراء 198 دولة وحكومات عالمية الى جانب الالاف من صناع القرار والعلماء والاخصائيين في مجالات مختلفة، رؤساء واعضاء في منظمات دولية والجماعات الشبابية المختلفة يشاركون في النقاشات لاجاد حل وكيفية تخصيص الميزانية لمشاريع مواجهة تغير المناخ وتقليل اثر الفيضانات، الجفاف، حرق الغابات وتقليل المساحة الخضراء في الدول، بالتحديد دول العالم الثالث او حديثة النمو، لكن الذي ظهر في هذا الشهر هو ان من الممكن الا تكون كل الاتجاهات بهذا الشكل فمثلا في هذه الايام وصل الامر الى ان تصدر الاوبك بيانا حول اخر تقرير لوكالة الطاقة الدولية حول مستقبل النفط وتغير المناخ، لان التقرير الجديد لوكالة الطاقة الدولية يشير الى ان "انتاج النفط والغاز واجه خيارا مهما بخصوص دورهم في نظام الطاقة الدولي، وذلك من بين زيادة ازمة المناخ او تقليل الازمة والذي جزء كبير منه بسبب انتاجهم" في نفس الوقت صرح هيثم الغيث الامين العام للاوبك وقال " اوبك واوبك بلص لا تستهدف سعر النفط فقط، بل التركيز سيكون على مباديء السوق ودور الاستثمار النادر في النفط والذي يحتاجه العالم".
ايضا اختلاف اخر متعلق بالتوقعات للنفط في السنوات المقبلة، مثلا تتوقع اوبك ان في مدة 2022-2028 يزيد العرض بكمية 6.89 مليون برميل لكن IEA تتوقع ان في هذه المدة يزيد فقط 3.9 برميل يوميا.
مقارنة بالعام الماضي، أضاف تقرير أوبك لهذا العام 6 ملايين برميل يوميا إلى الطلب العالمي للنفط، في حين ان بحسب افاق النفط 2022، الطلب على النفط سوف يصل الى 110 مليون برميل نفط يوميا في عام 2045، لكن في تقرير هذه السنة ذكر ان الطلب في 2045 سيصل الى 116 مليون برميل يوميا وتم ربط ثلاثة اسباب رئيسية لارتفاع هذه النسبة: الزيادة السكانية وتغير ديموغرافيا الحياة ، النمو الاقتصادي وبالتحديد ظهور سرعة الدول حديثة التطور مثل الهند، سياسة الطاقة والتكنولوجيا والابتكار، وخاصة الطلب المتزايد داخل وخارج منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية OECD. في نفس الوقت الوكالة الدولية تشير الى ان في عام 2050 سوف يصل الطلب على النفط الى 54.8 مليون برميل نفط يوميا وذلك ضعف الكمية المتوقعة من قبل الاوبك.
بالمقابل وفي السطر الاول من تقرير IEA جاء"اليوم وبعد 50 سنة من الصدمة النفطية التي اصبحت سبب تأسيس الوكالة الدولية للطاقة، سيواجه العالم مرة اخرى وقتا متشنجا من الناحية الجيوسياسية وعدم الاطمئنان لقطاع النفط ".
بحسب تقرير الوكالة الدولية للطاقة من هذه السنة لحين 2030 سوف ينخفض الطلب بنسبة 7% على مصادر الطاقة الثلاثة (النفط الغاز والفحم) ذلك في حين ان النفط والغاز والفحم منذ عشرات السنين يشكلون 80% من مصادر العالم للطاقة، لكن ستنخفض منذ الان وستصل الى 73% في عام 2030.
احد الاختلافات الاخرى والتي جعلت التوقعات لمستقبل النفط بين المستهلكين والمنتجين بهذا الشكل متعلق بوسائل النقل، لان ما يقارب نصف كمية النفط المستهلكة هي لقطاع النقل. لذلك من ناحية نوع استخدام النفط ، قطاع النقل بحسب الاوبك خلال مدة التوقع 2022-2045 سوف يزيد الاستهلاك بكمية 4.6 مليون برميل نفط في اليوم ، ومن المتوقع ان تصل نسبة الاستهلاك الى 49 مليون برميل نفط يوميا للنقل.
في المقابل الوكالة الدولية للطاقة تشير الى ان في العقدين الماضيين زاد الطلب على النفط بكمية 18 مليون برميل نفط يوميا، والذي جزء كبير من تلك الكمية هو بسبب زيادة وسائل النقل والسيارات، والذي يقارب 600 مليون سيارة ، وذلك يشكل 45% من نسبة الطلي على النفط، لكن في نهايات هذا العقد زيادة الطلب على النفط لا يتعلق بزيادة عدد السيارات لان في عام 2020 زادت مبيعات السيارات الكهربائية بنسبة 4% في العالم، لكن في عام 2023 وصلت الى 18% اي زادت بنسبة 14% في مدة اقل من 3 سنوات.
وقلق الطرفين في هذه العملية هو واضح، ليس في صالح اولئك الذين ليس لديهم مصادر الطاقة الكافية مثل ما يصرح به الاوبك ايضا ليس مثل الذي تحذر منه الوكالة العالمية للطاقة بالاخص التغيرات المناخية لان المسألة مادية ومسألة كسب حرب تاريخية كبيرة في مجال الطاقة، في حين ان الدول المنتجة للنفط في ايلول 1960 اعلنوا عن اوبك وارادوا التحكم بامن الطاقة وبالاخص بسعر النفط، بالمقابل الدول المستهلكة للنفط اسست الوكالة الدولية للطاقة لضمان امن الطاقة ومساعدة بعضهم بالاخص في عصر ازمة الطاقة عام 1973 والحظر النفطي لدول الاوبك على امريكا وحلفائها.
لذلك الاختلاف الان هو ان منظمة دول تصدير نفط اوبك يقولون ان استهلاك النفط ليس فقط لن يقل فحسب با ايضا اذا لم نسعف الاستثمار في هذا المجال بمبلغ 14 تريليون دولار او 610 مليار دولار سنويا في قطاع النفط اذا سنواجه انخفاض العرض وعدم استقرار السوق، لكن الوكالة الدولية للطاقة “IEA” تشير الى انهاء استهلاك النفط قبل المدة التي تم بناء التوقع عليه.
في النهاية، للسنة القادمة تقول اوبك ان في عام 2024 الطلب سيزيد على النفط بنسبة 2 مليون و 250 الف برميل يوميا في المقابل تقول IEA ان الطلب سيزداد فقط بنسبة 800 الف برميل في عام 2024.
في حين ان الاختلاف هو مليون و 450 الف برميل نفط، فالننتظر ما الذي سيحدث في الايام المقبلة وماذا ستكون نتائج كوب 28 وماذا سيكون قرار الاوبك حول النفط والذي يعمل على الطرفين، استهلاك وانتاج النفط.
المصادر
IEA (2023), World Energy Outlook 2023, IEA, Paris https://www.iea.org/reports/world-energy-outlook-2023, License: CC BY 4.0 (report); CC BY NC SA 4.0 (Annex A)
IEA (2023), The Oil and Gas Industry in Net Zero Transitions, IEA, Paris https://www.iea.org/reports/the-oil-and-gas-industry-in-net-zero-transitions, License: CC BY 4.0
The WOO 2023 is available for download on the OPEC website and via two digital interfaces, the OPEC WOO App and a comprehensive interactive version, which can be accessed at woo.opec.org