تحليل

ما الذي سيحدث في مرحلة ما بعد الحلبوسي؟

15-11-2023


استبعاد محمد الحلبوسي من منصب رئيس البرلمان سيكون له تأثير مباشر على انتخابات مجلس المحافظات والتي من المفترض ان تتم في الشهر المقبل.

وعلى افتراض رد فعل الصدر على إقالة حليفه القديم والانتقال الافتراضي للثنائي الصدر – الحلبوسي إلى المرحلة المقبلة، فإن احتمال تأجيل الانتخابات سيزداد.  واذا لم يحدث ذلك واصم الصدر اذنه، في ذلك الحين على الاغلب سوف تغيب شمس الحلبوسي كأقوى سياسي سني في العراق الان!

كان الحلبوسي سياسي سني متغلب على منافسيه السنة بسبب دعم الجماعات المقربة من ايران له ووصل خلال مدة قصيرة، لكن شهر العسل بالنسبة له مع تلك الجماعات انتهى فور توقيع الاتفاقية الثلاثية للصدر-الحزب الديمقراطي الكوردستاني-التقدم بعد انتخابات اكتوبر 2021.

وبعد تشكيل حكومة تحالف ادارة الدولة كان موضوع استبعاد الحلبوسي من منصب رئيس البرلمان محل نقاش مستمر لكن كان مستترا خلف ستارات السياسة.

بالرغم من ان محمود المشهداني كان اسما حاضرا كمرشح بديل للحلبوسي لكن كانت هناك ايضا اسماء اخرى مثل خالد العبيدي. مهما كانت الحجج القانونية لاستبعاد الحلبوسي يبدو ان هذا ثاني اهم التوقعات الداخلية للعراق بخصوص ضعف موضع اطراف التحالف الثلاثي  للصدر-البارزاني-الحلبوسي. هذا في حين ان اربيل تتعرض لضغط سياسي واقتصادي منذ اكثر من سنة من قبل عدة اطراف. على الاغلب ستكون اخر حلقات تأثير الانسحاب المفاجئ للصدر من البرلمان واتاحة الفرصة لمنافسيه بتشكيل الحكومة سيضعف الصدر نفسه وذلك عن طريق خسارة تأثيره  ونفوذه في ادارة المحافظات العراقية الجنوبية.

في حالة اجراء الانتخابات يظهر ان استبعاد الحلبوسي سيكون خبرا جيدا لمنافسيه في انتخابات مجلس المحافظات مثل (الحسم، العزم والسيادة) هذا ما عدا جبهة واسعة اخرى من سياسيين سابقين سنة والذين كانوا مهمشين بسبب تألق الحلبوسي في الساحة. ما عدا عن ذلك الظاهر ان هذا القرار سيفرح بعض الجماعات الشيعية الذين ارادوا تقليل سلطة الحلبوسي عن طريق استعادة اشخاص مثل  علي حاتم سليمان وبيت ابو ريشة وتأسيس جبهة معارضة من الانبار لتقليل قوة الحلبوسي.

سحب الوزراء من حكومة السوداني يستطيع فقط خلق مشكلة مؤقتة للحكومة والتي اساسا جزء من الجماعات الشيعية متعارضة معها، لكن اذا انضم الحلبوسي الى الصدر في الدعوة الى المقاطعة فان ذلك سيخلق عقبة كبيرة امام الاطار، الامر الذي قد يزيد من احتمالية تأخير الانتخابات. بحسب قرار المحكمة الحلبوسي الان هو رئيس البرلمان السابق. وذلك بعد سلسلة من التغييرات في المؤسسات الامنية مثل استبعاد قائد قوات مكافحة الارهاب والمحاولات لاضعاف اربيل في هذا الوقت سوف يقوي موقف الاطار التنسيقي في السياسة العراقية. لكن وضع المنطقة بشكل عام، وضع الانتخابات ايضا التحركات المستقبلية الثلاثية للحنانة-الانبار واربيل سيظهر لنا اذا كانت هذه القوة ستستمر ام لا.

Share this Post

تحليل