RRC |
فواز الطيب|
بأوامر مباشرة من الرئيس جو بايدن الجيش الأمريكي يستهدف مجموعات عسكرية إيرانية في سوريا بذريعة علاقتها بالهجمات التي تستهدف الأمريكان في العراق ، ودمرت الضربات عدة منشآت تقع في نقطة مراقبة حدودية تستخدمها كتائب حزب الله وكتائب سيد الشهداء” مخلفة أكثر من عشرون ضحية وحرق عدد من العجلات والمعدات .
والضربة تؤكد العلاقة الوطيدة بين الميليشيات الموزعة إيرانياً في لبنان وسوريا والعراق واليمن ، ويبدو أنها استهدفت أشخاص يعملون في مجال الصواريخ حسب بعض التسريبات وهم أعضاء في حزب الله اللبناني، وهؤلاء يتنقلون بحرية بين لبنان وسوريا والعراق و بعلم وتوجيهات الحرس الثوري الإيراني ، وبتغطية من حكومتي العراق وسوريا ، وهذا يعني ان المواجهة بين أمريكا وإيران ستتعدى الحدود والحكومات الى مواجهة مع المنظومة الإيرانية ككيان واحد حيثما كان .
العراق في حلبة الصراع بوجود عدد هائل من الفصائل المسلحة خارج نطاق الدولة فعلياً وإن كانت تعمل بمظلة مشرعنة قانونياً باسم الحشد الشعبي والعشائري وتدعي أنها تأتمر بأوامر القائد العام للقوات المسلحة ، ولكن في حقيقة الأمر الرئيس القائد لا يتمكن من تحريك فصيل أو عنصر واحد من الفصائل المسلحة التي تفرض تحركاتها على وزراة الدفاع والعمليات المشتركة وهذا واضح جداً في مسكها الأرض على الحدود السورية وفي كل تحركاتها الى مناطق سنجار المتاخمة للحدود التركية .
الضربة بأوامر مباشرة من بايدن أحدثت رجة سياسية عسكرية في ايران وبين جميع الفصائل التابعة لها ، والإيرانيون يدركون طبيعة المعركة وهم يدفعون أمريكا للمنازلة والمواجهة في العراق وسوريا ، وكل التحرشات بالوجود الأمريكي داخل العراق هي لبدأ المنازلة لا أكثر ، وكل محاولات الحكومات العراقية على أساس التحييد مكشوفة الأوراق وأصبحت مصدر سخرية للجيران العرب وتركيا وكل الفرقاء السياسيين من العرب السنة والكرد ، وهم يعلمون أن الحكومة في الكواليس قلباً وقالباً مع مشروع ايران الثورة بقناع المالكي ، العبادي ، عبدالمهدي ، الكاظمي ، لا فرق .
وزير الدفاع الامريكي الحالي ربما هو أخبر شخصية بالواقع العراقي الميداني والتفصيلي ، ويعرف نقاط ضعف الحكومتين العراقية والسورية ، ومع ذلك سياسة ضرب ايران خارج أراضيها وقواعدها لن يضعف ولا يؤثر على مصادر القرار الايراني .
ملف الشرق الأوسط هو باقة واحدة ومصدر توتره في طهران وليس خارجها ، وكل المعالجات خارج ايران هي اجراءات ترقيعية تخدم ايران على كل المديات القصيرة والبعيدة معاً ، وتكشف لنا صحة من يذهب الى أن الأميركان والإيرانيين لعبتهم واحدة والضحايا هم دول ارتضت لنفسها أن تكون حلبة منازلة بين خصمين .
هناك فرصة جيدة قبيل الإنتخابات البرلمانية لتصحيح مسار الدولة المخطوفة وتشكيل حكومة وطنية جديدة ، بتوحيد الصفوف وجمع الكلمة للأطراف التي تؤمن ان الخلاص هو بالعودة لمنهج الدولة ( الدستور ) وتقوية مؤسساتها في ادارة العراق الفدرالي بتناغم مع متطلبات المجتمع الدولي ومؤسساتها ، بعيداً عن أجندات إيران والفصائل المسلحة التابعة لها ، وإلا فالمصير المزيد من الدماء والدمار والذل .