على الارجح سوف تمثل الحرب بين حماس واسرائيل هذه المرة نقطة تحول اخرى في موقف اقليم كوردستان في السياسة الدولية بعد تهميشه في مرحلة مابعد داعش. قبل كل شيء الهجمات المفاجئة لحماس تعطي معنى اكبر للضغوط التي مارستها ايران على اقليم كوردستان خلال العام الماضي فيما يتعلق باحزاب روجهلات. كما يعطي معنى ايضا لضغوط بغداد المستمرة على اربيل،ذلك في حين ان المسؤولين في اقليم كوردستان اكثر استعدادا للتسوية من اي وقت مضى. ربما كان ذلك جزءا من خطة حرب واسعة النطاق وطال الحداد منطقة جغرافية واسعة من غزة واسرائيل الى كوردستان وايران.
في حال توسع ساحة المعركة فان ايران والجماعات الشيعية العراقية لاتريد ان يكون اقليم كوردستان قويا بما يكفي ليتجاوز اقوالهم، او على الاقل يكون ضدهم وان تكون احزاب روجهلات قريبة من الحدود.
ايضا المكانة الجغرافية لاقليم كوردستان بالنسبة للاطراف المتعارضة لا يمكن انكارها. سوف يأثر ميلان اقليم كوردستان لأي من الاطراف بشكل فعال ليس فقط بسبب قوته السياسية والعسكرية ولكن ايضا بسبب موقعه الجغرافي. بالنسبة لايران العراق هو طريق بري مهم للوصول الى سوريا ومن هناك نحو لبنان والبحر الابيض والوصول الى جبهة الحرب الافتراضية. وبالنسبة للغرب وخصيصا لاميريكا والتي تدعم اسرائيل، يعتبر كوردستان نقطة مهمة لمنع توسع القوة الايرانية او حتى اضعافها. في حالة الحرب اذا اخذ الكورد طرفا على سبيل المثال فان هيمنة الصواريخ والطائرات بدون طيار بإمكانها ان تسبب عراقيل لكن الجبال والمناطق الوعرة الحدودية تمنحها مكانة استراتيجية مهمة. لذلك في حالة تصاعد القتال فمن المرجح ان تحاول طهران ان تراضي اربيل. والملفت ان بعد الحرب بشكل مباشر حلت المحكمة الفيدرالية قرارها بخصوص منع الحزب الديمقراطي الكوردستاني للعودة الى مقراته في كركوك واعطته حق العودة.
لا شك ان الحرب ليست بالامر الجيد لكن لا يمكن انكار انها الوسيلة الاكثر فعالية لتغيير السياسة العالمية، مثل ما اشار روبيرت غيلبين"مهما كانت نتيجة هذه الحرب فإنها ستلفت الانتباه ايضا الى القضيتين الفلسطينية والكوردية في الشرق الاوسط".
بالطبع في نهاية المطاف ما يهم ليس فقط مدى توفر الفرص ولكن كيفية استغلالها. علينا ان ننتظر ونرى كيف ستكون هذه الفرصة وماذا ستكون النتيجة!
