تثمــر الصراعــات الكــرى نتائــج سياســية عظمــى. فحــرب إســقاط نظــام صــدام، حــرب تنظيــم القاعــدة وشــقيقاتها، انتفاضــات الربيــع العــربي ثــم حــرب تنظيــم الدولـة الإسـلامية في العـراق والشـام (داعـش،) نجمـت عنهـا إفـرازات كبـرة، كذلـك سـتنجم عنهـا نتائـج أُخـرى أيضـاً. إحـدى نتائـج تلـك الصراعـات و الحـروب، تَ ُّ كـون أمـة مذهبيـة جديدة باسـم «الأمة ْ الشـيعية،» وقـد نشـأت هـذه الأمـة بصـورة حقيقيـة، لكـن بسـبب بعـض المصالـح َّ والحساسـيات، فـإن أي طـرف لا يرغـب في الحديـث عنهـا أو إنهـم يعتقـدون أنهـا َ ظاهـرة عرضيـة وقتيـة. تعـددت وكـرت خيـوط «الأمـة الشـيعية» وخصوصياتهـا أكـر مـن السـابق، كـما أن ّ تمايزهـا عـن السـن ُ ة كذلـك ازداد بكـرة، حيـث لا يشـعر عـربي شـيعي إزاء عـربي س ّـني بنفــس درجــة القرابــة كــما ّ يشــعر بهــا إزاء فــارسي شــيعي. وهــذه حقيقــة في مــا ّ يخـص العـراق، سـوريا، البحريـن، اليمـن، السـعودية، باكسـتان والبلـدان الأخـرى. ُّ نشـوء هـذه الأمـة ونموهـا أحـدث صراعـاً عظيـماً في المنطقـة، كـما جلـب اضطرابـاً سياسـياً وجغرافيـاً جديـداً، بحيـث بـات مـن الصعوبة جـداً أن يخمـد ذاك الصراع دون إنشـاء خريطـة جديـدة في المنطقـة. فالقسـم الأعظـم مـن تعقيـدات هـذه المنطقـة هـو بسـبب اضطرابـات هـذه الأمـة الجديـدة واعـراض محيطهـا عـلى نشـوئها.